حمام الملاطيلي حمام “مرجوش” التاريخي

مدخل حمام الملاطيلي حمام “مرجوش” التاريخي أو “الملاطيلي” كما يعرفه العامة في مصر
كان المصريون يحرصون قديما على النظافة لذلك اقاموا الحمامات في اغلب شوارع القاهرة التى اثارت استغراب الفرنسيين والبريطانيين في ذلك الوقت ولا شك ان هذ الحمامات يقبل عليها المصريون من الرجال والنساء حتى وقتنا هذا على الرغم من انتشار مراكز التجميل وفي نفس السياق نقدم دليل لأشهر الحمامات البلدي في القاهرة .
لا يزال (حمام الملاطيلي) في القاهرة هو أشهر حمامات القاهرة الذي يعمل ويستقبل جمهوره حتى يومنا هذا ولم تمسه يد الترميم، وتعود شهرته؛ لكونه يحمل اسم أحد أشهر أفلام المخرج المصري صلاح أبو سيف.
ويعود تاريخ الإنشاء إلى العام 1780م ويقال إنه أنشئ في عهد الوالي العثماني إسماعيل باشا، واشتهر باسم (حمام الملاطيلي) نسبة إلى سيد الملط أبرز من عمل في هذا الحمام، لكن تغير اسم الحمام حاليا إلى حمام (المرجوشي) نسبة إلى الشارع الذي يقع فيه في حي باب الشعرية، ويعمل الحمام فترتين، خصصت الصباحية للنساء، والمسائية للرجال لا يختلف كثير عن باقي الحمامات الموجودة في القاهرة ولكنه الأكثر شهرة ولكنه في طريقه إلى الاندثار بسبب عدم الاهتمام به سعر التذكرة 25 جنيها.
رغم اهتمام المصريين بالحمامات الحديثة ويتعامل بعضهم مع آخر الصرعات في هذا المجال إلا أن الحمامات الشعبية التي عرفتها مصر منذ زمن العثمانيين لم تنسحب تماماً من الميدان. ورغم أن هناك من المصريين خصوصاً من الأجيال الجديدة ممن لا يعرفون الحمام الشعبي إلا عبر الأفلام السينمائية القديمة إلا أن المعلم زاهر صاحب أحد هذه الحمامات بشارع (كلود بك) وسط القاهرة قال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان هذه الحمامات لم تندثر تماماً وما زال هناك بعض الزبائن الذين يفضلونها. وأشار إلى أن هذه الحمامات ما زالت محتفظة بتقاليدها وأهمها الفصل بين السيدات والرجال ونوعية الأدوات التقليدية المستخدمة ثم البخار المتصاعد في سماء الحمام والذي يساهم في اشعار الزبون بمزيد من الاسترخاء والمتعة. ويرجع تاريخ الحمامات الشعبية في مصر وفي مدينة القاهرة على وجه التحديد إلى العصر العثماني وهي تتميز بسمات معينة خاصة بها فهي تتكون من قاعات كثيرة بها نافورات ينساب منها الماء الساخن بدرجات حرارة مختلفة. وعند دخول الزبون إلى الحمام يجد قاعة كبرى يقف فيها (المعلم) أو صاحب المكان الذي يقوم بتحصيل الرسوم حيث يتم بعدها خلع الملابس لتوضع في دواليب صغيرة يضع فيها الزبون كافة متعلقاته. ثم تبدأ رحلة الاستمتاع بحمام ساخن بارتداء الزبون لباسا خاصا والمرور على غرف عدة متدرجة في سخونتها ثم ينتهي إلى قاعة كبيرة توجد بمنتصفها نافورة للماء الساخن وينبعث منها البخار ويمكن أن يستعين بشخص متخصص في التدليك على طريقة النوادي الرياضية الحديثة طلباً لمزيد من الراحة والاسترخاء. وقال سيد الملط الذي يعمل في حمام (الملاطيلي) أحد أشهر حمامات مصر على الاطلاق والذي حمل اسم واحد من أشهر أفلام المخرج المصري الكبير صلاح أبو سيف ان زبون الحمام يلقى عناية فائقة. وأشار إلى أن الحمام ما زال يستخدم الأدوات التقليدية مثل قطع القماش الخشن والحجر الأحمر التي يتم حك جلد القدمين واليدين بها لتعطي النعومة المطلوبة لهذا الجلد وذلك بعد مرحلة من غمر الزبون بنوع تقليدي من الصابون وشطفه بماء غزير. ورأى الملط ان معظم زبائن هذه الحمامات الآن من البسطاء وكبار السن إلا أن الأمر لا يخلو من زبون جاء إليها من باب التجريب والاكتشاف. وقال إن هناك زبائن أيضاً من الشباب يرتاد هذه الحمامات بغرض الاستمتاع بالدردشة وسرد قصص عديدة واسترجاع الماضي العريق خاصة ان رسومها المادية متواضعة وفي متناول العامة.
أخر حمامات مصر الإسلامية والذى يبلغ عمره حوالى 533 عاما
حمام الملاطيلى يقع فى 40 شارع ” أمير الجيوش الجوانى ” بباب الشعرية بني عام 1790م ويقال أنه أنشي في عهد الوالي العثماني”إسماعيل باشا الطرابلسى ” الوالي العثماني على مصر في 2 ديسمبر عام 1788
كان يعرف من قبل بحمام سويد، نسبة إلى منشئه الأمير “عزالدين السويد” ..ثم تغير اسمه إلى حمام “مرجوش” نسبه لاسم المنطقه الحاليه اوحمام الملاطيلي نسبه للسيد “الملطى ” الذي اشتراه من العثمانيين
”مرجوش“, أو ”الملاطيلي“ يقال أيضا انه بنى في العصر الفاطمي
وتحديدًا في عهد الحاكم بأمر الله الذي أمر ببناء 365 حمامًا آخربعدد أيام السنة, وذلك ليقوم السلطان بالاستحمام كل يوم في حمام مختلف, إلا أنه أغلب هذه الحمامات تم غلقها ومنها ما تم هدمه ولم يتبقى سوى “الملاطيلي”، موضحًا أن ذلك الحمام كان من نصيب بدر الدين الجمالي
الذي تنسب له حي الجمالية, والذي كان ملقبًا بأمير الجيوش الجواني، ومن هنا اختصر اللقب فسمي “مرجوش”، وبعده وصلت ملكية الحمام لإبراهيم شلبي وهو الشخص الذي أجر ذلك الحمام لجده الأكبر “سيد الملطى” وذلك عام 1861، ومن هنا جاءت تسميته بحمام الملاطيلي.
ذكر “المقريزي” في خططه، أن أول من بنى الحمامات فيها هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي، وأن الحمامات أخذت تنتشر انتشارا سريعا في مختلف أحياء القاهرة ومصر، حتى بلغ عددها على أيامه ألف ومائة وسبعون حماما. وقال المقريزي إن بعض هذه الحمامات خاص بالرجال، والبعض الآخر خاص بالنساء
كان قسم يفتح للرجال قبل الظهر وللنساء بعد ذلك.
كانت الحمامات في مصر تتبع طقوسًا خاصة في الاستحمام تخضع للديانة، فمثلًا حمام “المقاصيص” بالجمالية كان معظم زبائنه من اليهود، وحمام “الثلاثاء” بالموسكي كان خاصًا بالمسيحيين، وحمام “سعيد السعداء ” بالجمالية كان لا يدخله سوى المتصوفة
إستخدمت الحمامات كمصحّات علاجية أيضا للمعالجة بالزيوت والنباتات الطبية و ذكر بعض المؤرخين أن الحكومة المصرية استخدمت حمام “الطمبلي” بباب الشعرية عام 1940؛ للقضاء على مرض التيفوئيد، فكان العسكر يجبرون الناس على دخول الحمام للاستحمام، والحصول على مُطهِّر
من يطلب العافية من ربٍ لطيف فليقصد الله ثم حمام العفيف” … وقد علّل ابن ظهيرة في كتابه “الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة” رقة نساء مصر وحلاوتهن بكثرة ذهابهن إلى الحمام.
تحدث المؤرخ الراحل جمال حمدان فى كتابه الشهير “فى وصف مصر” عن الحمامات الشعبية في مصر
كانت تمثل عنصراً رئيسياً فى تقاليد الزواج والختان ويتساوى فى ذلك الأغنياء والفقراء حيث اعتادت العائلات على إقامة زفة للعريس وأخرى منفصلة تماماً للعروس من الحمام إلى مكان الزفاف وكان غنى العائلات وسطوتها يقدر بحجم الزفّة والمشاركين فيها من الأقارب والجيران والمغنين.
فقد انتشرت أغانى الفلكلور المصرى وما زالت تعيش بيننا حتى الآن ومنها “يا نجف بنّور يا زين العرسان” و”عريسنا زين الشباب طلع الزين من الحمام اسم الله عليه” و”رشوا لى العطر عليه أولها اسم الله عليه والتانية تنين والثالثة خرزة زرقا ترد العين