حكايات القصب والقلقاس في احتفالات الأقباط بعيد الغطاس
“شوية مطر وقداس مع عودين قصب وحلة قلقاس يبقى أحلى عيد غطاس” و”اللي ماياكلش القصب والقلقاس يصبح من غير عصب وراس”.. مقولات متداولة ومتوارثة بين أقباط أسيوط عند الاحتفال بعيد الغطاس، حيث بدأ الأقباط اليوم الجمعة بشتى أنحاء المحافظة في شراء القصب والقلقاس والتهادي بهم لبعضهم البعض، كأحد تقاليد الاحتفال بالعيد.
اللقان المقدس
يوضح أسامة توفيق، خادم بكنيسة الأمير تادرس الشطبي بأسيوط، أن أبرز طقوس الصلوات بعيد الغطاس، وهو صلاة اللقان المقدس، وتصلى ٣ مرات فقط خلال العام إحداها بعيد الغطاس، مشيرا إلى أن لقان عيد الغطاس يصلى قبل صلوات رفع البخور، في إشارة ليوحنا المعمدان، الذي سبق السيد المسيح في مولده، ويقال هذا العام “أوشية أهوية السماء” بدلا من “أوشية الزرع والعشب” نظرا لتزامن العيد مع شهر طوبة ويليه شهر أمشير اللي يمتلئ بالرياح الشديدة فتصلى الكنيسة لكى تهدأ الرياح وتثمر الأراضي.
يذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الغطاس يوم ١٩ يناير من كل عام، تذكارا لمعمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان بنهر الأردن، على أن تقيم الكنائس صلوات ليلة العيد مساء اليوم الجمعة، ويقبل مئات الأقباط على الكنائس لحضور الصلوات أبرزها صلاة اللقان المقدس.
وفي ذات السياق، شهدت محافظة أسيوط انتشارا لباعة القصب والقلقاس بالشوارع الرئيسية وبمحيط الكنائس، وسط إقبال كبير على الشراء ، بدأ الأقباط في شراء القصب والقلقاس وإهدائها لبعضهم البعض كأحد تقاليد الاحتفال بعيد الغطاس
القصب والقلقاس
وتقول مدام إيمان، ٣٩ عاما، إنها قبل عيد الغطاس بيوم تذهب لشراء القلقاس وتجهيزه للطهى ليلة عيد الغطاس، مضيفة بأن تناول القصب والقلقاس في عيد الغطاس عادات وتقاليد توارثتها من والدتها.
وتشير إيمان أنها تذهب إلى الكنيسة في ليلة عيد الغطاس لحضور طقوس الصلوات التي أبرزها صلوات اللقان المقدس.
وتضيف مارينا، ٢٣ عاما، أن تناول القصب والقلقاس عادة متوارثة عبر الأجيال، مشيرة إلى أن للقلقاس والقصب بعض الإشارات لارتباطهما بالعيد، مشيرة إلى أن القلقاس يرمز للمعمودية، حيث يزرع عن طريق الدفن داخل الأرض ثم يصعد ليصير طعاما، لذلك يعتبر كمثال للمعمودية، كما يوجد في القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية، ومن خلال الماء يتطهر الإنسان من سموم الخطية كما يتطهر “القلقاس” من مادته السامة بواسطة الماء.
وتتابع بأن القلقاس لا يؤكل إلا بعد نزع القشرة الخارجية، كالمعمودية التى تنتزع من الانسان ثياب الخطية، موضحة أن القصب نبات ينمو فى الأماكن الحارة، ويذكر الإنسان بحرارة الروح ويجعله ينمو فى القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات، مشبرة إلى أن نبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى نصل إلى العلو.
وتنوه مارينا إلى أن بداخل نبات القصب ذو القلب الأبيض والطعم الحلو إشارة إلى أن مستقيم القلب تنبع من قلبه الحلاوة، مشيرة إلى أن نبات القصب يذكر الفرد بضرورة العلو فى القامة الروحية وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية، تعتصر من أجل الآخرين فتعطى شبعا.
فيما يوضح مايكل، ٣٥عاما، أن تناول القصب والقلقاس في عيد الغطاس يعد بالنسبة له أحد ملامح العيد وليس له أى ارتباط ديني أو طقسي وأنها عادات وتقاليد توارثت عبر الأجيال.
الطقوس الدينية
ويقول أسامة توفيق، خادم بكنيسة الأمير تادرس الشطبي بأسيوط، أن تناول القصب والقلقاس بالتزامن مع الاحتفالات عيد الغطاس يعتبر “فلكلور” شعبي توارثته الأجيال وغير معروف المصدر، منوها إلى أن ارتباط العيد بنوع من الأكل، يعد تسطيح وتقليل من قيمة العيد نفسه، منوها بأن تلك الأيام تعد موسم حصاد القصب وبكثرة تداول النبات في تلك الفترة فقد ارتبط بينه وبين العيد.
ويشير أسامة إلى أن تلك العادات ليس لها ارتباط نهائى بالطقس الروحي للعيد والصلوات ولكنها تقاليد اعتادت عليها الأسر بالتزامن مع ليلة عيد الغطاس كالعادات التى تجعل البعض ينزل النيل أو الترع كتمثيل لعماد السيد المسيح، وكل هذا غير صحيح وليس له ارتباط طقسي بالعيد، منوها بأن العماد له طقس معين وهو يتم داخل الكنيسة وتحت يد الأب الكاهن.