الملك فاروق: نهاية عصر الملكية في مصر
أسماء صبحي
الملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، ولد في 11 فبراير 1920 وتولى العرش في عام 1936، وهو شخصية بارزة في تاريخ مصر الحديث. عرف بفترة حكمه التي شهدت أحداثًا سياسية واجتماعية هامة، وكذلك بملامح شخصيته المتناقضة التي تركت أثرًا في الذاكرة الوطنية.
نشأة الملك فاروق
ولد فاروق في قصر عابدين، وهو ابن الملك فؤاد الأول، الذي أسس المملكة المصرية الحديثة. تلقى تعليمه في مدارس خاصة، وتربى على القيم الملكية، مما أعده لتولي العرش. شهدت فترة حكم والده العديد من التحديات السياسية، بما في ذلك الصراعات مع الاحتلال البريطاني، والتي أثرت على فكر فاروق وعلاقته بالشعب المصري.
تولى الملك فاروق العرش بعد وفاة والده في عام 1936، وكان في السادسة عشر من عمره. بفضل صغر سنه، وقع تحت تأثير عدد من المستشارين، وكان عليه مواجهة العديد من التحديات، بما في ذلك الاحتلال البريطاني والاضطرابات السياسية الداخلية. ورغم ذلك، بدأ حكمه بإجراءات تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
فترة الحكم
واجه الملك فاروق في فترة حكمه عدة أزمات، منها الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية. سعى لتحسين الوضع الاقتصادي من خلال إصلاحات زراعية وصناعية، لكن العديد من هذه الجهود باءت بالفشل بسبب الفساد والمحسوبية. كما عرف بحياته الاجتماعية الصاخبة، حيث كان لديه ميول للترف والفخامة، مما أثار انتقادات شديدة من الشعب.
خلال الحرب العالمية الثانية، كانت مصر نقطة انطلاق استراتيجية للقوات المتحاربة. وحاول فاروق أن يبقي مصر محايدة، ولكن تدخل القوات البريطانية في الشؤون المصرية كان له تأثير كبير على حكمه. ومع تقدم الحرب، زادت الضغوط الشعبية لإنهاء الاحتلال البريطاني.
نهاية الحكم
في عام 1952، اندلعت ثورة يوليو، التي قادها ضباط الجيش المصري، مما أدى إلى الإطاحة بالملك فاروق. وتم تنحيته عن العرش ونفيه إلى خارج مصر، ليعيش في المنفى في إيطاليا. ورغم محاولاته العودة، لم يستطع استعادة عرشه، ليُسدل الستار على عهد الملكية في مصر.
يمثل الملك فاروق فترة حرجة في تاريخ مصر الحديث. تميزت فترة حكمه بتناقضات كبيرة، من جهة الطموحات الإصلاحية والمشاريع التنموية، ومن جهة أخرى الفساد والفشل في التعامل مع الأزمات. ويتذكره البعض كملك محب للترف، بينما يراه آخرون كرمز لحقبة انتهت بثورة شعبية.