الساموراي الأخير.. حكاية محاربي اليابان الذين صنعوا التاريخ

في قلب التاريخ الياباني، برز الساموراي كرمز للشجاعة والانضباط والولاء، حيث كان يطلق عليهم أيضًا “بوشي”، وهو اللقب الذي حملوه في العصور القديمة، وتعني كلمة ساموراي في اللغة اليابانية “الذي يكرس نفسه للخدمة”، فقد ظهر هذا المصطلح في البداية خلال “فترة إيدو” ليشير إلى الرجال المكلفين بحفظ الأمن، لكنه سرعان ما توسع ليشمل جميع المحاربين في اليابان.
من هو الساموراي الأخير
لعب الساموراي دورًا محوريًا في عام 1615م، إذ كانوا يشبهون في مهامهم قوات الشرطة في عصرنا الحديث، تميزوا بارتداء الكيمونو الخفيف وكانوا يتبعون كبار السادة، مشكلين بذلك طبقة اجتماعية مستقلة، وضعوا أنفسهم في خدمة “الشوغون”، الذي كان سيدهم الأعلى، وساهموا في ترسيخ سلطته وتعزيز استقرار البلاد، كما تولوا إدارة الأراضي ومتابعة شؤون أسيادهم في مختلف المقاطعات.
كان الساموراي يحملون سيفين دائمًا، ويرتدون غطاءً مميزًا للرأس، وكان لكل واحد منهم رتبة عسكرية تحددها حصته من الأرز، التي تعكس مكانته، لكن مع إلغاء النظام الإقطاعي في اليابان عام 1871م، بدأ نفوذهم بالانحسار تدريجيًا، رغم أنهم كانوا يعدون من أقوى المحاربين في العالم خلال تلك الفترة.
امتدت فترة حكم سلالة “هَيان” لنحو أربعة قرون، حيث بدأت بعصر ازدهار شهد تأسيس العاصمة الجديدة “هَيان-كيو”، التي تعرف اليوم باسم كيوتو، إلا أن مع مرور الوقت، تزايد نفوذ الأشراف في المقاطعات، فقاموا بتشكيل مجموعات من المحاربين، مما أدى إلى ظهور نظام إقطاعي جديد، ومع الوقت أصبح هؤلاء المحاربون يُعرفون بالساموراي، وتميزوا بقواعد شرف صارمة تشبه إلى حد كبير قيم فرسان العصور الوسطى في أوروبا، ومع تصاعد قوتهم تمكنوا في النهاية من إسقاط سلالة هيان عام 1160م، ليبدأ عهد جديد يرسخ نفوذهم في تاريخ اليابان.