تاريخ ومزارات

أبرهة وغزو مكة.. من الهيمنة الحبشية إلى السيطرة الفارسية

قاد نجاشي الحبشة حملة عسكرية لغزو اليمن عام 525 ميلادية بتحريض من إمبراطور الروم، وعين أرياط حاكمًا عليها، لكن حكمه لم يستمر طويلًا بعدما أثارت سياساته استياء أتباعه، فثاروا عليه، ليستولي أبرهة على السلطة ويعلن نفسه ملكًا مستقلًا عن الحبشة، ساعيًا إلى ترسيخ المسيحية في الجزيرة العربية، فبنى كنيسة ضخمة في صنعاء تنافس الكعبة، بهدف جذب العرب للحج إليها، غير أن العرب رفضوا ذلك بشدة، مما دفعه إلى التخطيط لغزو مكة وهدم الكعبة.

أبرهة وغزو مكة

في عام 571 ميلادية، عام الفيل، وهو العام الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حشد أبرهة جيشًا هائلًا مزودًا بالفيلة لتنفيذ خطته، إلا أن الطيور الأبابيل هاجمت جيشه بحجارة من سجيل، فأهلكته بالكامل، ولم ينجُ سوى قلة تمكنت من الفرار، وبعد وفاة أبرهة تولى ابنه الحكم، لكن اليمنيين لم ينسوا العداء تجاه الأحباش، وبدأوا يسعون للخلاص من سيطرتهم.

 

اندلعت صراعات داخلية في اليمن بين الأحباش والنصارى اليمنيين المدعومين من الروم من جهة، واليهود والوثنيين الذين أيدهم الفرس من جهة أخرى، وفي خضم هذه الفوضى قادت القبائل اليمنية مقاومة شرسة، واستنجد سيف بن ذي يزن بالفرس الذين أمدوه بجيش تمكن من طرد الأحباش، ليتولى سيف الحكم، لكنه بقي تحت الوصاية الفارسية، فتحولت اليمن من احتلال حبشي إلى سيطرة فارسية.

 

فرض الفرس سيطرة قاسية على اليمن، فاستنزفوا ثرواتها وتحكموا في مسارات تجارتها، فيما استمرت النزاعات القبلية خارج نطاق نفوذهم، مما أدخل البلاد في حالة من الفقر والاضطراب، فاضطر كثيرون إلى الهجرة بحثًا عن حياة أفضل، ومع ظهور الإسلام كانت اليمن لا تزال خاضعة للحكم الفارسي بقيادة باذان، لكنه سرعان ما اعتنق الإسلام مع عدد كبير من الفرس، بينما هرعت القبائل العربية إلى النبي صلى الله عليه وسلم معلنة إسلامها، فبقي باذان واليًا على اليمن بأمر النبي، وبعد وفاته قسمت اليمن إلى ولايات تولى إدارتها ولاة من الصحابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى