عيد الفطر في الأردن بنكهة مصرية.. الفسيخ والرنجة موجودين بقوة على الموائد الأردنية

مع نهاية شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر، تسعى العائلات لتجديد أطباقها وكسر الأكلات الدسمة المتكررة التي اعتادوا عليها طوال الشهر الفضيل، باحثين عن وجبة فريدة تعيد إليهم الشهية بعد صيام امتد ثلاثين يوماً.
استقبال العيد في الأردن
ورغم تنوع عادات وتقاليد استقبال الأعياد من بلد لآخر، وعلى رأس المائدة في أغلب المناسبات العربية يتواجد نموذج مصري، لاسيما في الأردن، حيث يظهر التقارب بين الشعبين الأردني والمصري في تفاصيل الاحتفال بعيد الفطر، ما يعكس عمق العلاقات الاجتماعية والتاريخية والمصاهرة التي تربطهما.
الفسيخ والرنجة “ضيوف” على موائد العيد الأردنية
وفي الأردن، تشهد العديد من العادات والتقاليد المرتبطة بالعيد تطابقاً لافتاً مع نظيرتها المصرية، ومن أبرزها مائدة أول أيام عيد الفطر التي تزينها أطباق الفسيخ والرنجة والمأكولات المملحة، ينظر إليها كوسيلة فعالة لتحفيز الشهية بعد شهر كامل من الصيام، تماماً كما جرت العادة في مصر، حيث تشهد الأسواق إقبال كثيف من الأردنيين والمغتربين على شراء الفسيخ والرنجة المصرية التي باتت تسيطر بشكل واضح على المعروض في السوق، متفوقة على المنتجات الأخرى المحلية والدولية.
وفي هذا الإطار، أكد محمد، أحد أصحاب محال بيع المأكولات المملحة في وسط العاصمة عمّان، أن الفسيخ والرنجة المصرية تتصدران مبيعات السوق الأردني كل عام، موضحًا أن المستهلك الأردني والعربي وحتى المصري المقيم في الأردن يحرصون على اقتناء الفسيخ المصري تحديداً فور الإعلان عن أول أيام عيد الفطر.
وأردف “محمد”، أن الطلب على الفسيخ المصري يتجاوز باقي الأنواع المتوفرة في السوق، نظراً لجودته العالية ومذاقه المميز، لافتًا إلى أن الملوحة المصرية أيضاً مطلوبة، رغم أن الكميات التي تصل السوق الأردني منها قليلة نسبياً.
كما أوضح “محمد”، أن عيد الفطر المبارك هو الموسم الأساسي الذي يزدهر فيه بيع هذه المنتجات بالأردن، على عكس السوق المصري حيث تعتبر هذه الأطباق حاضرة طوال العام، فيما تعد استثنائية في الأردن وتقتصر على احتفالات أول العيد.
ازدحام الأسواق ليلة العيد
ويشار إلى أن الأسواق الأردنية في ليلة العيد تصبح مختلفة، إذ تشهد مناطق وسط عمان، خاصة سوق السكر، اكتظاظاً بالمواطنين والمقيمين الذين تهافتوا على شراء الفسيخ والرنجة، وكانت المنتجات المصرية تتصدر العرض.
ما هو الفسيخ؟
والجدير بالإشارة أن الفسيخ يعتبر من أشهر الأكلات المصرية التقليدية، ويحضر من سمك البوري الذي يتم تجفيفه ووضعه في الملح الخشن لمدة تتجاوز أسبوعين حتى يكتسب اللون الفضي والرائحة المميزة، وقد اشتهر المصريون بتناوله منذ عهد الفراعنة، خصوصاً في عيد شم النسيم، حيث يقدم إلى جانب السلطة الخضراء وشرائح البصل والبطاطا المقلية.
ويعيش سمك البوري بالقرب من السواحل، ويتوفر بكثرة في البحر الأحمر والمتوسط، حيث يتغذى على الطحالب، وبعد تنظيفه وتجفيفه جيداً، يتم تمليحه ليصبح جاهزاً لإعداد الفسيخ المعروف بمذاقه المالح المميز.