“اكروت يا سحارة اشمى حبه نتغاره”.. تعرف على أشهر مسحراتي سيوة
تقع واحة سيوة، جنوب غرب مدينة مرسى مطروح، تضم بين جنباتها مجتمعا ودودا، متسامحا، معتدل في تدينه، يتسم بالبساطة في معيشته، يحمل ثقافة مغايرة لما هو موجود بالمجتمعات الأخرى، فهو مجتمع يحمل ثقافة مزيج من الامازيغية والبدوية، وله طابعه الخاص في كل مناسبة، لذا فرمضان بسيوة له مذاق خاص، وقد عرفت سيوة “المسحراتي” منذ القدم، وكان هناك أناس معروفون بدورهم هذا، ولكن منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، انقرضت هذه العادة، ولم يعد هناك من يقوم بهذه المهمة.
وإحياء للتراث، والتعرف على شيء من الماضي، نسرد معا أشهر المسحراتية بسيوة، وبعض هناك بسيوة من يقوم بدور المسحراتي، والأشعار التي كانوا يرددونها.
“اكروت يا سحارة اشمى حبه نتغاره”، أي قوموا يامن تريدون السحور أعطوني بعضا من الخبز الصلاة والسلام عليك يا سيدى يا رسول الله.. ودع الله يا رمضان شهر التوبة والغفران” بهذه الكلمات ينطلق المسحراتى في طرقات واحة سيوة الوديعة منبها الصائمين لضرورة القيام للسحور، حيث يقوم من خلال الدف بترديد هذه الكلمات، فيما يخرج الناس لإعطاءه بعضا من الخبز أو أشياء أخرى.
أشهر المسحراتية في تاريخ سيوة
وعن أشهر المسحراتية بتاريخ سيوة، يقول أحمد أدمي، مدير بيت ثقافة سيوة، إن عمل المسحراتي قام به عدد من الأشخاص كل في نطاق سكنه، ففي قرية اغورمى، قام بعمل المسحراتي عبده عباوي، ثم ورث ذلك ابنه عباوي، وعبدالسلام محمد صالح.
وفي منطقة الغربيين قام بدور المسحراتي حميدة عكوش، وشرق مدينة سيوة، السنوسي موسى رحيل، ومحمد سلومة، وفي منطقة تابه عبدالله الحيداوي.
المبتهلين
اركعتين الفجرى “ركعتي الفجر”، خير من الدنيا وما فيها، اركعتين الفجرى “ركعتي الفجر” خير من الدنيا وما فيها.. ولو أن الدنيا تدوم لأهلها.. لكان رسول الله حيا وباقيا.. ولكنها تفنى ويفنى نعيمها.. وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي”، بهذه الكلمات يدعو المبتهل، من خلال مكبرات الصوت الصائمين للقيام لتناول السحور، ففي قرية اغورمى قام بذلك عائلة عيسى “عيسى أحمد، وعثمان أحمد، ومحمد عثمان أحمد”.
ولا يوجد أحد يقوم بأداء الابتهالات بهذه الكيفية حتى اليوم سوى “عم حمزة”، الرجل التسعيني، حيث يقوم بذلك كل يوم جمعة قبل الصلاة بالمسجد العتيق بقلعة شالي الأثرية.