قوم عاد بين القوة والاندثار سر تاريخي يكشفه القرآن

تعددت الروايات التاريخية حول تصنيف العرب عبر العصور، حيث قسموا إلى ثلاث فئات، العرب البائدة والعرب العاربة والعرب المستعربة، وكان قوم عاد من أبرز العرب البائدة، بينما رأى بعض المؤرخين أن العرب ينقسمون فقط إلى العرب العاربة والعرب المستعربة، وأدرجوا قوم عاد ضمن الفئة الأولى، لكن بغض النظر عن هذا التقسيم، يبقى قوم عاد من أقدم القبائل العربية، وتاريخهم يحمل أسرارًا عظيمة عن نشأتهم ومصيرهم.
قوم عاد والنشأة الأولى
يعتبر قوم عاد من أقدم الأقوام العربية، حتى صار يُضرب بهم المثل في القدم، ويُعتقد أنهم ظهروا بعد قوم نوح وقبل قوم ثمود، حيث جاء ذكرهم في القرآن الكريم بعد قوم نوح وقبل ثمود، وهذا ما يؤكد ترتيبهم الزمني، كما يرجع نسبهم إلى عوص بن أرم بن سام، واستوطنوا منطقة الأحقاف، والتي تشير العديد من الروايات إلى أنها في حضرموت، وعندما طغى الشرك بينهم، بعث الله لهم نبيه هود ليدعوهم لعبادة الله وحده، لكنهم تمردوا واستكبروا.
صفات قوم عاد
ذكر قوم عاد في القرآن الكريم في أربعة وعشرين موضعًا، وتحدثت الآيات عن صفاتهم، فقد كانوا شديدي القوة، متجبرين في الأرض، يتفاخرون بقدرتهم الجسدية، قال الله تعالى في وصفهم، (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)، كما أن الله منحهم نعمًا كثيرة مكّنتهم من التوسع في الزراعة والبناء، وكانوا يشيدون القصور الضخمة، ويبنون المصانع، لكنهم استغلوا هذه النعم في الطغيان، مما أدى إلى غضب الله عليهم.
نهاية مأساوية
رغم تحذيرات نبيهم هود وإصراره على هدايتهم، أصر قوم عاد على كفرهم، بل تحدوا العذاب، فأنزل الله عليهم ريحًا عاتية استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام متواصلة، اجتاحت بيوتهم وقصورهم حتى أهلكتهم، قال الله تعالى، (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ)، فكان مصيرهم عبرة لكل من يأتي بعدهم.