قبائل و عائلات

عائلة المحرقي في البحرين: تاريخ عريق يجمع بين الإبداع والتراث

أسماء صبحي

تمثل عائلة المحرقي إحدى العائلات البحرينية الأصيلة التي تركت بصمة واضحة في مختلف المجالات. من الفن إلى الزراعة، ومن العمل الاجتماعي إلى الحفاظ على التراث. وعبر الأجيال، استطاعت العائلة أن تجمع بين الحفاظ على العادات البحرينية والتطور المستمر، لتكون مثالًا حيًا للعائلة المتجذرة في تاريخ المملكة.

أصول عائلة المحرقي

تعود أصول العائلة إلى جزيرة المحرق، التي تعتبر من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في البحرين. وعاشت العائلة في هذه الجزيرة منذ قرون، كما ساهمت في تطوير المجتمع المحلي من خلال الحرف اليدوية، الزراعة، والتجارة البحرية. مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من نسيج البحرين الاجتماعي والاقتصادي.

برز العديد من أفراد العائلة في المجال الفني، وعلى رأسهم الفنان التشكيلي عبد الله المحرقي (1939-2023)، الذي يعد من أوائل الفنانين التشكيليين في البحرين. وتأثر عبد الله بالبيئة البحرية، فانعكست حياة البحارة والغواصين في لوحاته، ليصبح بذلك مرآة بصرية للتراث البحريني.

درس الفن في القاهرة ودمشق، ونال جوائز دولية، من بينها “جرولا دورو” في إيطاليا عام 1980، عن لوحته “مأساة غواص” التي جسدت معاناة غواصي اللؤلؤ.

ويقول الناقد الفني راشد العريفي، إن أعمال عبد الله المحرقي كانت بمثابة أرشيف بصري يوثق الحياة البحرينية القديمة. وهو ما جعل لوحاته تتجاوز الجمال الفني لتصبح وثائق ثقافية خالدة.

الزراعة والتقاليد البحرية

إلى جانب الفن، عرفت العائلة بمزارعها في منطقة البجوية جنوب قرية السنابس، حيث كانوا يجففون الرطب ويعملون على إنتاج التمر. كما ساهمت هذه الأنشطة الزراعية في توفير المنتجات المحلية للسوق البحريني. وحافظت على طرق الزراعة التقليدية المتوارثة عبر الأجيال.

وكانت العائلة نشطة في المجال الاجتماعي والديني، إذ ساهمت في بناء المآتم وتنظيم الفعاليات الاجتماعية. وفي عام 2006، احتفلت العائلة بعقد قران ابنهم ميثم المحرقي في مأتم السنابس الجديد، ما يعكس قوة الروابط العائلية والحرص على التقاليد الاجتماعية.

وعلى الرغم من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، حافظت العائلة على هويتها الثقافية. في عام 2013، فقدت البحرين الحاج عبد الله المحرقي، الذي كان ناشطًا في إدارة حسينية الحاج أحمد بن خميس. كما أثرت وفاته في المجتمع البحريني، حيث أشادت العديد من الشخصيات بإسهاماته في خدمة المجتمع.

ويقول المؤرخ البحريني راشد عيسى الجاسم، إن عائلة المحرقي هي نموذج للعائلات البحرينية التي استطاعت التوازن بين الحداثة والتقاليد. كما أسهمت في بناء الهوية الثقافية للمملكة من خلال الفن، الزراعة، والعمل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى