عائلة القوتلي: حكاية نضال وقيادة في قلب دمشق

أسماء صبحي – تعد عائلة القوتلي من العائلات الدمشقية العريقة التي لعبت دورًا محوريًا في تاريخ سوريا الحديث خاصة في المجالات السياسية والاجتماعية. وبرز من هذه العائلة شخصيات تركت بصمات واضحة في مسيرة البلاد. من أبرزهم شكري القوتلي الذي تولى رئاسة الجمهورية السورية في فترتين مختلفتين.
أصول عائلة القوتلي
تنحدر العائلة من أصول دمشقية واستقرت في المدينة منذ قرون. كما عرفت بارتباطها الوثيق بالحياة الاجتماعية والسياسية في دمشق، وساهمت في مختلف المجالات التي أثرت في تاريخ المدينة والبلاد بشكل عام.
يعتبر شكري القوتلي (1891-1967) من أبرز شخصيات العائلة. حيث لعب دورًا مهمًا في الحركة الوطنية السورية ضد الاستعمار الفرنسي. وانتخب رئيسًا للجمهورية السورية عام 1943، وكان له دور بارز في تحقيق استقلال البلاد عام 1946. كما أعيد انتخابه عام 1955 وسعى خلال فترة رئاسته الثانية إلى تعزيز الوحدة العربية، مما أدى إلى قيام الجمهورية العربية المتحدة مع مصر عام 1958.
الإسهامات الاجتماعية
إلى جانب النشاط السياسي، شاركت العائلة في العديد من المبادرات الاجتماعية والخيرية في دمشق. كما ساهم أفرادها في تأسيس ودعم المؤسسات التعليمية والصحية، وكان لهم دور في تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي بين أبناء المدينة.
حافظت العائلة على تراثها الثقافي من خلال المشاركة في الفعاليات الأدبية والفنية. كما اهتمت بالحفاظ على العمارة الدمشقية التقليدية، وساهمت في ترميم بعض المباني التاريخية في المدينة.
وما زالت عائلة القوتلي تحظى بتقدير واحترام في المجتمع الدمشقي والسوري بشكل عام. كما يواصل أفرادها المشاركة في الحياة العامة مساهمين في المجالات السياسية، الاجتماعية، والثقافية، مما يعكس استمرارية تأثير العائلة في المشهد السوري.
وتبقى العائلة مثالًا حيًا على العائلات الدمشقية التي ساهمت في تشكيل تاريخ المدينة والبلاد، من خلال إسهاماتها السياسية والاجتماعية والثقافية، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية السورية.