لابو لابو.. القائد الذي أسقط ماجلان وحطم أحلام الاستعمار

شهدت جزر الفلبين في أوائل القرن السادس عشر صدامًا تاريخيًا بين الطموح الاستعماري الأوروبي وإرادة شعب محلي صلب، كما كان لابو لابو، حاكم جزيرة ماكتان الصغيرة، رمزًا للمقاومة في وجه القائد البحري البرتغالي الشهير فرديناند ماجلان، الذي كان يخدم التاج الإسباني في مهمة طموحة لإتمام أول رحلة بحرية حول العالم.
من هو لابو لابو
كما انطلق ماجلان عام 1519 بأسطول صغير مدعوم من ملك إسبانيا، وكان واضحًا في نواياه الاستعمارية، وبعد رحلة شاقة عبر المحيطات، وصل إلى جزر المحيط الهادئ، حيث رأى فيها فرصة لتأسيس موطئ قدم لإسبانيا، كما تمكن من فرض سيطرته على جزيرة سيبو، حيث تحالف مع حاكمها المحلي راجا هومابون، وأخضع سكانها للتنصير وقبول التبعية للتاج الإسباني مع فرض الجزية كدليل على الخضوع. ظن ماجلان أن نجاحه في سيبو سيمهد الطريق لتوسع سريع في المنطقة، فوجه أنظاره نحو جزيرة ماكتان المجاورة، لكنه اصطدم بمقاومة شرسة قادها لابو لابو، الحاكم المسلم الذي رفض الانصياع لمطالبه.
لم يكن لابو لابو مستعدًا للتخلي عن حرية شعبه أو دينه، فرفض التنصير ورفض دفع الجزية، معلنًا تحديه العلني للقائد الأوروبي. في صباح السابع والعشرين من أبريل عام 1521 – وليس 1522 كما قد يخطئ البعض – تقدم ماجلان بقوة صغيرة لا تتجاوز مئتي رجل، معتمدًا على أسلحته النارية المتطورة وثقته المفرطة بتفوقه العسكري لكنه واجه جيشًا محليًا يفوقه عددًا بأضعاف، إذ جمع لابو لابو أكثر من ألف وخمسمئة مقاتل من قبائل ماكتان وجزر الجوار.
كما اندلعت المعركة على الشاطئ بعنف، حيث استخدم المحاربون المحليون أسلحتهم التقليدية – الرماح والسهام – ببراعة فائقة. في خضم الاشتباكات، ركز المقاتلون جهودهم على ماجلان نفسه، إذ أدركوا أنه العقل المدبر وراء الحملة، فأصابته عدة ضربات قبل أن يخترق سهم مسموم جسده، ليسقط قتيلًا في المياه الضحلة، تاركًا أحلامه الاستعمارية تتحطم على صخرة مقاومة لابو لابو.
تحولت معركة ماكتان إلى رمز للصمود الفلبيني، وأصبح لابو لابو بطلًا قوميًا يحتفى به كمن أوقف زحف الاستعمار الأوروبي في مهده، ولو مؤقتًا، أما ماجلان فقد أكمل أسطوله الرحلة حول العالم لاحقًا بقيادة خوان سيباستيان إلكانو، لكن دون قائده الذي دفن في جزيرة لم تكني ومًا له.