تاريخ ومزارات

قلعة الجاهلي: حصن التاريخ والتراث في قلب العين

أسماء صبحي

تعد قلعة الجاهلي واحدة من أعرق المعالم التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث تمثل رمزًا للحضارة الإماراتية القديمة وتعكس ماضيها العريق. وتقع القلعة في مدينة العين، ثاني أكبر مدن إمارة أبوظبي، وتعد من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة.

بنيت القلعة في أواخر القرن التاسع عشر خلال عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول (زايد الكبير). وكان الهدف منها توفير الأمن والحماية للواحات المحيطة، إضافة إلى كونها مركزًا للحكم والإدارة.

تاريخ قلعة الجاهلي

تم بناء القلعة عام 1891 كحصن دفاعي لحماية مدينة العين، التي كانت تعتبر مركزًا زراعيًا وتجاريًا مهمًا آنذاك. استخدمت القلعة كمقر للإدارة المحلية، حيث كان حكام المنطقة يعقدون فيها الاجتماعات ويتخذون القرارات المهمة. كما كانت القلعة مقرًا لإقامة الأسرة الحاكمة لفترات معينة.

في منتصف القرن العشرين، تحولت القلعة إلى قاعدة عسكرية للقوات البريطانية حتى عام 1971، عندما نالت الإمارات استقلالها. ومنذ ذلك الحين، خضعت القلعة لعدة عمليات ترميم للحفاظ عليها. كما أصبحت معلمًا ثقافيًا وسياحيًا رئيسيًا في البلاد.

تصميم القلعة

تعد القلعة مثالًا رائعًا على العمارة التقليدية الإماراتية، حيث بنيت باستخدام الطوب الطيني المدعم بجذوع النخيل. ما جعلها قادرة على تحمل الظروف المناخية الصحراوية. وأبرز مكونات القلعة هي:

  • الأسوار العالية والجدران السميكة: صممت لحماية القلعة من الهجمات وتوفير العزل الحراري.
  • البرج الرئيسي الدائري: يوفر رؤية بانورامية للمنطقة المحيطة، مما جعله نقطة مراقبة استراتيجية.
  • الفناء الداخلي الواسع: كان يستخدم في الاجتماعات الرسمية والفعاليات المجتمعية.
  • البوابات الضخمة المزخرفة: تعكس الطابع المعماري الإماراتي التقليدي.

دور القلعة عبر العصور

خلال فترة حكم الشيخ زايد بن خليفة الأول، كانت القلعة بمثابة مقر إداري وسياسي مهم. كما أُديرت من خلالها شؤون المدينة وحماية مواردها الطبيعية، وخاصة الواحات.

ومع دخول القوات البريطانية إلى المنطقة، أصبحت القلعة قاعدة عسكرية رئيسية خلال فترة الانتداب البريطاني. كما استخدمتها القوات البريطانية لحماية مصالحها في الخليج.

وفي عام 2008، خضعت القلعة لعملية ترميم واسعة برعاية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وتم تحويلها إلى مركز ثقافي يحتضن المعارض والمهرجانات التراثية.

وتضم القلعة معرضًا مخصصًا للمستكشف البريطاني ويلفريد ثيسيجر، الذي جاب صحراء الإمارات في أربعينيات القرن العشرين ووثق تفاصيل الحياة البدوية في المنطقة. كما يحتوي المعرض على صور فوتوغرافية نادرة ومذكرات تسلط الضوء على حياة سكان الصحراء.

ويقول الدكتور سعيد الظاهري، الباحث في التراث الإماراتي، إن قلعة الجاهلي تعتبر من أبرز المعالم التاريخية في دولة الإمارات. فهي ليست مجرد حصن دفاعي، بل تُعد شاهدًا على مراحل تطور العين عبر العصور. كما إن ترميم القلعة وتحويلها إلى مركز ثقافي يُعد خطوة مهمة للحفاظ على التراث الإماراتي ونقله إلى الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى