حوارات و تقارير

جذوره تعود إلى أصول وثنية.. كيف تغير موعد عيد الحب من 15 إلى 14 فبراير؟

أميرة جادو

يعتبر  عيد الحب من المناسبات العالمية التي تحتفل بها العديد من الدول، لكنه يعود في جذوره إلى أصول وثنية عميقة، حيث يرتبط بمهرجان “لوبركاليا”، وهو احتفال روماني قديم كان يقام سنويًا في 15 فبراير، ويرتكز على الطقوس المرتبطة بالتطهير، الخصوبة، والتزاوج.

كان مهرجان لوبركاليا يمثل قدوم الربيع وفق التقويم الروماني الوثني. إذ كان مرتبطًا بعبادة الإلهين “لوبيركوس” و”فونوس”، اللذين كان يعتقد أنهما يحميان رعاة الأغنام وقطعانهم لضمان خصوبتها وتكاثرها. مع مرور الوقت، أصبح هذا المهرجان مناسبة لتعزيز الروابط العاطفية بين الرجال والنساء في المجتمع الروماني القديم.

كيف تغير مفهوم عيد الحب؟

مع توسّع الإمبراطورية الرومانية، انتشرت تقاليد مهرجان لوبركاليا عبر الأراضي المحتلة، وأصبحت جزءًا من الممارسات الشعبية. لكن في القرن الرابع الميلادي، وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية، واجهت الكنيسة تحديًا كبيرًا في التعامل مع العادات الوثنية الراسخة في المجتمع.

بدلًا من إلغاء هذه العادات بالكامل، سعت الكنيسة إلى إعادة تفسيرها ومنحها بعدًا دينيًا مسيحيًا، فظهر لاحقًا ارتباط عيد الحب بالقديس فالنتين كمحاولة لاستبدال الطابع الوثني للاحتفال برمزية دينية جديدة.

كيف تحول عيد الحب إلى مناسبة رومانسية؟

مع مرور الزمن، تلاشت الجوانب الوثنية المباشرة لعيد الحب، وأصبح يركز على الرومانسية والتعبير عن المشاعر بين العشاق. تطورت هذه المناسبة لتصبح فرصة يتبادل فيها الأزواج والعشاق الهدايا والبطاقات وكلمات الحب. لكنها لا تزال تحمل في طياتها تأثيرات من أصولها الوثنية القديمة. مما يثير تساؤلات حول مدى استمرار هذه الموروثات في تقاليدنا الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى