عائلة آل المهيري: تاريخ عريق وتأثير ممتد في الخليج العربي

أسماء صبحي
تعد عائلة آل المهيري واحدة من أبرز العائلات العربية ذات التأثير الكبير في الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي بشكل عام. وتمتد جذور العائلة إلى قرون بعيدة، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في التجارة البحرية، الزراعة، القضاء، والسياسة. وقد أسهم أفرادها في بناء الدولة الحديثة من خلال مناصب قيادية ومساهمات اقتصادية بارزة.
أصول عائلة آل المهيري
ينتمي آل المهيري إلى قبيلة المناصير، وهي إحدى القبائل العربية الأصيلة التي استقرت في الإمارات، وخصوصًا في مناطق أبوظبي ودبي والشارقة. وكان أفراد هذه العائلة منذ القدم يعملون في التجارة، حيث امتلكوا سفنًا تجارية نقلت البضائع بين الخليج العربي وشرق إفريقيا والهند. كما كان لهم دور مهم في توفير الأمن للقوافل التجارية، مما عزز مكانتهم في المجتمع.
ومع تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، لعبت العائلة دورًا محوريًا في بناء المؤسسات الحكومية والمشاركة في الحياة السياسية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بعض الشخصيات من آل المهيري من بين أبرز رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين الذين ساهموا في دفع عجلة التنمية.
إسهامات العائلة في مختلف المجالات
برز عدد من رجال الأعمال من العائلة في قطاع العقارات، التجارة الدولية، والصناعة، ومن بين الشخصيات المهمة في هذا المجال:
- محمد سعيد المهيري: رجل أعمال بارز ساهم في تطوير مشاريع استثمارية كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
- عبدالله المهيري: أحد الأسماء البارزة في قطاع البنوك والاستثمارات، حيث كان له دور في دعم الشركات الناشئة وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
كما تولى أفراد من العائلة مناصب وزارية وقضائية، وساهموا في تطوير القوانين والأنظمة الحكومية. ومن الأسماء اللامعة في هذا المجال:
- المستشار سعيد المهيري: شغل منصبًا مهمًا في المجلس القضائي الإماراتي. كما كان له دور في تطوير منظومة القضاء.
- خالد المهيري: عمل مستشارًا في وزارة الخارجية، وساهم في تعزيز العلاقات الدولية لدولة الإمارات.
ولم يقتصر تأثير العائلة على الاقتصاد والسياسة، بل برز عدد من أفرادها في مجال الأدب والبحث العلمي. حيث ساهموا في نشر كتب حول تاريخ الإمارات والقبائل العربية. ومن أبرز الشخصيات:
- الدكتور أحمد المهيري: عالم وباحث في مجال الفيزياء الكمية. وهو أحد العلماء الإماراتيين الذين ساهموا في تطوير الأبحاث العلمية في أكبر الجامعات العالمية.
- فاطمة المهيري: كاتبة وباحثة في مجال التاريخ الخليجي. لها العديد من المؤلفات حول العادات والتقاليد الإماراتية.
وحول أهمية هذه العائلة في تاريخ الإمارات، يقول الدكتور أحمد السويدي، الباحث في تاريخ الخليج العربي، إن عائلة المهيري لها جذور عميقة في المنطقة، ولعبت دورًا محوريًا في التطورات الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات. كما استطاع أفراد العائلة المزج بين التراث الأصيل والتطور الحديث، مما جعلهم جزءًا لا يتجزأ من مسيرة التنمية.
مستقبل العائلة
مع استمرار التطور الاقتصادي والتكنولوجي في الإمارات، لا تزال عائلة آل المهيري تلعب دورًا رئيسيًا في قيادة قطاعات متعددة. حيث يشغل العديد من أبنائها مناصب قيادية في الحكومة والقطاع الخاص، ويساهمون في رسم سياسات المستقبل.
ويتوقع أن تستمر العائلة في تقديم شخصيات بارزة في مجالات الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا المالية، والطاقة المستدامة. مما يعزز مكانتها كإحدى العائلات المؤثرة في التاريخ الحديث لدولة الإمارات والخليج العربي.