قبائل و عائلات

تاريخ قبائل “الفايكنيج”.. هكذا نجحت في غزو إمبراطوريات أوروبا الكبرى

أميرة جادو 

ظهرت قبائل “الفايكينج” على أبواب باريس، في 25 نوفمبر عام 885م، حيث حاصروا العاصمة الفرنسية، واستمر الحصار حوالي عام، وانتشرت الفايكنج في العديد من مناطق أوروبا.

من هم الفايكنيج أو شعوب البحر؟

“الفايكنيج” هم مجموعة من الشعوب الشمالية التي استوطنت شبه الجزيرة الإسكندنافية وشبه جزيرة الدنمارك. كانت هذه الشعوب معروفة بغاراتها العنيفة في القرن التاسع الميلادي. اسم “الفايكينج” يعني سكان الخلجان أو الفيوردات، وهي الظاهرة الطبيعية التي تتميز بها شواطئ الجهات الشمالية الغربية من أوروبا. كانت هذه القبائل تخرج في غزوات متوحشة إلى أرجاء أوروبا، حيث قاموا بقتل واغتصاب ونهب واحتلال المناطق التي اجتاحوها.

4 غارات ونهب باريس

قام “شعوب البحر” بتنفيذ أربع غارات على مدينة باريس، حيث سعوا للنهب والسلب والتدمير. في كل مرة، وصلوا إلى المدينة بسفنهم ليلاً عبر نهر السين. ونظرًا لتكرار هذا الغزو، اضطر ملوك فرنسا إلى دفع مبالغ ضخمة كفدية لانسحاب هؤلاء الغزاة من العاصمة.

في عام 885، هاجم نحو 30 ألف رجل من الفايكنيج باريس وحاصروها بحصار شديد. اضطر ملك فرنسا إلى دفع 700 جنيه من الذهب لرجال الفايكنيج ليتركوا العاصمة. وبالفعل، وافق الفايكنيج على ذلك، ولكنهم استقروا في النهاية في منطقة النورماندي المعروفة وأصبحوا يعرفون بالنورمانديين.

ويجدر الإشارة إلى أنهم وصلوا إلى باريس في يوم عيد الفصح، ودخلوا المدينة ونهبوها. خلال الحصار، انتشرت الطاعون في معسكرهم، ولم يتمكن الفرنجة من تنظيم أي دفاع فعال ضد الغزاة، وانسحب الفايكنيج بعد أن حصلوا على فدية تقدر بحوالي 7000 ليفر إسترليني من الفضة والذهب من الملك تشارلز الأصلع، وتقدر بحوالي 2570 كيلوغرامًا (5670 رطلاً).

غزو إنجلترا

ووفقًا للمؤرخين، وصل الفايكنيج إلى إنجلترا لأول مرة في عام 787 م، حيث قاموا بالهجوم على ساحل دورسيت ومنطقة نورثمبريا. تداولت أساطير في ذلك الوقت تفيد بأنه في ذلك الوقت، كانت هناك زوابع وبروق كثيرة وشوهدت مخلوقات تشبه التنين تطلق النيران وتطير في الهواء.

لم يستقروا في إنجلترا إلا بعد مرور حوالي 80 عامًا من تلك الفترة، حيث نجحوا في إخضاع إقليمي نورثمبريا ومرسيا، وواجهوا مقاومة عنيفة في إقليم ويسكس. تمكن أبناء إقليم غرب سكسونيا، الذين تجمعوا تحت راية الملك الفريد، من تحقيق انتصار قوي على الفايكنيج في معركة ايتانديون في عام 878. وبعد ذلك، وافق الفايكنيج على الاكتفاء بالاستقرار في جزء من إنجلترا يعرف بدينلو.

فترة سلام

بعد هذه المرحلة، عاشت إنجلترا فترة من السلام بعد أن تخلصت من غارات الفايكنج، ولكن عاد الفايكنج لاستئناف غاراتهم عندما تولى الملك ايثلر يد ريد العرش في عام 979م. في بادئ الأمر، حاول الملك إيثلر يد دفع مبالغ كبيرة للفايكنج لكي يرحلوا عن بلاده، ولكنه لم يحقق نتائج إيجابية واضطر إلى اتخاذ خطوة يائسة بذبح جميع رجال الفايكنج العاملين في خدمته. ولكن هذا الأمر أدى إلى انتقام ملك الدانمارك سوين الذي غزا البلاد وأطرد الملك ايثلر يد.

لم يطل الزمن كثيرًا حتى توفي الملك سوين وتولى ابنه كانوت الحكم، وأصبح ملكًا على إنجلترا لمدة 25 عامًا. وظلت إنجلترا تحت حكم ملوك دانماركيين حتى قدوم الملك الإنجليزي إدوارد المعروف بالملك المعترف في فترة قصيرة. ولكن بعد وفاته، غزت الفايكنج أو النورمانديون كما أصبحوا معروفين، البلاد بقيادة الدوق وليام.

الفايكنج في إيطاليا

النورمانديون أصبحوا مصدر رعب وهلع في أوروبا في القرن الحادي عشر، حيث قهروا إنجلترا وانتقلوا جنوب إيطاليا ووصلوا إلى جزيرة صقلية، ويقال إنهم وصلوا حتى مشارف القسطنطينية وقاموا برحلات حج إلى القدس. في عام 1016، بينما كانوا في طريق عودتهم من القدس، قامت مجموعة من النورمانديين بمساعدة اللومبارديين في حربهم ضد اليونانيين في جنوب إيطاليا. وسرعان ما توافد النورمانديون إلى تلك المنطقة بأعداد كبيرة لأن منطقة النورماندي لم تكن كافية لاستيعابهم وتأمين معيشتهم.

والجدير بالإشارة أن كان هناك ملك يدعى ثافكر يد دي هو تفيل، وكان له أبناء كثيرون. مع مرور الوقت، بدأ هؤلاء الأبناء في الهجرة إلى جنوب إيطاليا بسبب عدم كفاية الأراضي في النورماندي لاستيعابهم. وتمكن أحد الأبناء، روبرت جيسكارد، من طرد اليونانيين تمامًا من جنوب إيطاليا بينما كان النورمانديون في طريق عودتهم من الحج، قاموا بمساعدة اللومبارديين في حربهم ضد اليونانيين في جنوب إيطاليا في عام 1016. وبسرعة، توافد النورمانديون إلى تلك المنطقة بأعداد كبيرة بسبب ضيق المساحة في النورماندي التي لم تكن كافية لاستيعابهم وتأمين معيشتهم.

وفي عام 1059، عين البابا روبرت جيسكارد دوقًا على مقاطعتي أبوليا وكالابريا. وقبل وفاته في عام 1085، نجح هذا الدوق في محاربة اليونانيين في أراضيهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى