فنون و ادب

إبراهيم الحصري.. شاعر القيروان وصاحب زهر الآداب

برز أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم، الشاعر القيرواني الشهير، كأحد أعلام الأدب العربي في عصره. حيث أبدع في نظم الشعر وصياغة الحكم والآداب. كما اشتهر بمؤلفاته القيمة التي أثرت المكتبة العربية، وكان أبرزها ديوان شعره وكتابه “زهر الآداب وثمر الألباب”، الذي جمع فيه كل ما هو فريد ونادر من المعارف والنوادر في ثلاثة أجزاء. إلى جانب كتابه “المصون في سر الهوى المكنون”. الذي تضمن أروع الطرائف والأدب الراقي في مجلد واحد.

من هو إبراهيم الحصري

كما حظي الحصري بمكانة مرموقة بين أدباء القيروان. فذكره ابن رشيق في كتابه “الأنموذج”، واستعرض بعضاً من أخباره وأشعاره. مشيراً إلى أنه كان مقصد الشباب الذين ينهلون من علمه وأدبه. حيث تصدر المشهد الأدبي في القيروان وحظي بتقدير كبير، فتدفقت عليه الهدايا والعطايا من مختلف الجهات. ومن روائع شعره التي تناقلها الأدباء قوله:

إني أحبك حباً ليس يبلغُهُ
فهمٌ، ولا ينتهي وصفي إلى صفتِه

أقصى نهاية علمي فيه معرفتي
بالعجز مني عن إدراك معرفته</p>

لم يكن الحصري مجرد شاعر فحسب، بل كان أديباً موسوعياً أثرى التراث العربي، فاستشهد بأبياته كبار المؤرخين، ومنهم أبو الحسن علي بن بسام في كتابه “الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة”، حيث أورد له بيتين ضمن إحدى الروا

يات:

أوردَ قلبيَ الردى
لامَ عذارٍ بدا

أسودُ كالكفرِ في
أبيضَ مثل الهدى

كما ينتمي الحصري إلى أسرة أدبية، حيث كان والده أبو الحسن علي الحصري شاعراً أيضاً. أما عن تاريخ وفاته، فقد اختلفت الروايات، حيث ذكر بعض المؤرخين أنه توفي بالقيروان سنة 413 هـ، بينما أورد ابن بسام في “الذخيرة” أنه رحل عن الدنيا سنة 453 هـ، وهو ما رجحه بعض الباحثين.

من الجدير بالذكر أن الحصري نسب إلى صناعة الحصر أو بيعها، وهي حرفة عرفت بها أسرته. أما القيروان، مسقط رأسه، فهي من أعرق مدن إفريقية، أسسها القائد عقبة بن نافع في القرن الأول الهجري، وكانت مركزاً علمياً وثقافياً بارزاً. ارتبط اسم “إفريقية” بالقائد إفريقين بن قيس الحميري الذي فتحها وقتل ملكها جرجير، ويقال إن مصطلح “البربر” أطلق على سكانها حينها. أما القيروان، فاسمها مشتق من الفارسية وتعني القافلة، وهو أيضاً لفظ يستخدم للدلالة على الجيش.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى