في ذكرى القبض على أحمد عرابي.. الحكومة تلقي القبض على 39 ألف شخص

أميرة جادو
بعد فشل الثورة العرابية عام 1882، تمكن الإنجليز من دخول مصر، مما أدى إلى مواجهة مباشرة بين أحمد عرابي ورفاقه وبين الخطر الذي يهددهم، وقد تم إلقاء القبض على هؤلاء الزعماء الثوار وتعرضوا للمحاكمة.
اعتقال زعماء الثورة والمحاكمات العسكرية
حسب كتاب “الزعيم الثائر أحمد عرابي” لعبد الرحمن الرافعى، فقد تم اعتقال زعماء الثورة العرابية وعدد من الضباط، ووضعهم في السجون رهن التحقيق والمحاكمة.
وفي تلك الفترة، ازدادت السعايات والوشايات، حيث اتهم المغرضون الكثير من المعتقلين بالخروج على الخديوي. وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 39,000 شخص.
على الرغم من اعتقال جميع زعماء الثورة، تمكّن السيد عبد الله نديم من الاختفاء، حيث فشلت الأجهزة الأمنية في تحديد مكانه. أما كبار الضباط الذين كان لهم دور بارز في الثورة، كما تم القبض عليهم أيضًا، ومن بينهم عرابي باشا. محمود باشا سامي البارودي، محمود فهمي باشا، وغيرهم من كبار المعتقلين.
محاكمة أحمد عرابي وأصدقائه
تم تقديم أحمد عرابي ورفاقه للمحاكمة العسكرية بتهمة عصيان الخديوي، وقد اهتم المستشرق الإنجليزي ولفرد بلنت بقضية عرابي وسعى جاهدًا لإنقاذه من حكم الإعدام. كما تم اختيار محاميين إنجليزيين هما المستر برودلي والمستر نابيه للدفاع عنه.
وبعد العديد من المناقشات، قرر الإنجليز تقديم عرابي وصحبه للمحاكمة العسكرية بتهمة العصيان، مع استبعاد تهمة مذبحة الإسكندرية. كما تم الاتفاق على استبدال حكم الإعدام بالنفي المؤبد مع مصادرة أملاكهم، باستثناء أملاك زوجاتهم. وقد قرروا أيضًا تخصيص معاشات لهم لتلبية احتياجاتهم مع حرمانهم من رتبهم وألقابهم.
محاكمة صورية في المحكمة العسكرية
كما انعقدت المحكمة العسكرية في 3 ديسمبر 1882 بوزارة الأشغال، حيث كانت محاكمة صورية تم الاتفاق عليها مسبقًا. لم يكن الجمهور على علم بالموعد المحدد للمحكمة، فحضر فقط حوالي 40 شخصًا، معظمهم من مراسلي الصحف. في تلك الجلسة، تولى القائد الإنجليزي التحقيق بدلاً من المسيو بوريللى، الذي تنحى عن التقدم بالاتهام.
تم تقديم عرابي للمحاكمة، وكان قد وقع مسبقًا على وثيقتين؛ الأولى يعترف فيها بارتكابه جريمة العصيان، والثانية يتعهد فيها بعدم مغادرة المكان الذي تحدده الحكومة الإنجليزية لمنفاه.