تاريخ ومزارات

تمثال الأنزاك في بورسعيد: قصة تاريخية تجسد معاني الشجاعة والصمود

بفضل موقعها الجغرافي الفريد وأهميتها الاستراتيجية، كانت محافظة بورسعيد محطة للعديد من الجنسيات والثقافات، مما جعلها تزخر بذكريات خالدة تجسدت في مباني وتماثيل تاريخية لا تزال تحمل عبق الماضي.

قصة تمثال الأنزاك

من أبرز هذه المعالم كان تمثال الأنزاك، المعروف أيضًا باسم “The Desert Mounted Corps Memorial” أو “The Light Horse Memorial”. والذي أطلق عليه سكان بورسعيد اسم تمثال الجندي المجهول. هذا النصب الذي كان يزين حديقة كازينو بالاس – المعروفة سابقًا بحديقة التاريخ. والتي تقع بجوار ساحة مصر على شارع السلطان حسين (الذي يحمل الآن اسم شارع فلسطين) في حي الشرق. كان يمثل اثنين من الجنود يمتطيان حصانين، أحدهما جندي أسترالي والآخر نيوزيلندي.

اختيرت بورسعيد لتكون موطنًا لهذا التمثال تخليدًا لذكرى الجنود الأستراليين والنيوزيلنديين الذين فقدوا حياتهم في المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى. ويعود ذلك إلى وجود المستشفيين الأسترالي والنيوزيلندي في بورسعيد آنذاك، حيث دفن الجنود القتلى في مقابر الكومونولث بالمدينة، مما جعل التمثال رمزًا لتضحياتهم وشجاعتهم.

ومع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، اندلعت موجة من الغضب الشعبي، حيث قام شباب بورسعيد بتحطيم التمثال بالكامل، ليختفي جسد الفارس الأسترالي من المشهد تمامًا. لاحقًا، تقدمت الحكومتان النيوزيلندية والأسترالية بطلب رسمي لاستعادة التمثال وقاعدته الجرانيتية، وهو ما وافقت عليه الحكومة المصرية. أعيد التمثال إلى أستراليا عبر البحر، حيث تقرر لاحقًا إعادة تصميم نسخة مطابقة له.

وفي عام 1964، تم الانتهاء من النسخة الجديدة للتمثال، التي وضعت في مدينة ألباني بغرب أستراليا، وهي المكان الذي شهد تجمع قافلة الفرسان قبل انطلاقهم للحرب. كما احتفظت المدينة برأس الحصان المكسورة من التمثال الأصلي، ووضعتها في أحد ميادينها كذكرى تاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى