صافي ناز كاظم: رحلة كاتبة مصرية صنعت تاريخًا من الجرأة والإبداع
ولدت الكاتبة والناقدة المصرية صافي ناز محمد كاظم أصفهاني في الإسكندرية يوم 17 أغسطس 1937. تخرجت من كلية الآداب، قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1959، وسافرت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لتحصل على درجة الماجستير في النقد المسرحي من جامعة نيويورك عام 1966، ثم عادت إلى مصر لمواصلة مسيرتها المهنية.
من هي صافي ناز محمد كاظم
بدأت حياتها العملية وهي طالبة في قسم الصحافة، حيث التحقت بجريدة أخبار اليوم كصحفية تحت التمرين عام 1955، وعملت في أقسام مختلفة مثل الأبحاث، مجلة آخر ساعة، ومجلة الجيل الجديد. لاحقًا انتقلت إلى دار الهلال، حيث قدمت إسهامات بارزة كناقدة مسرحية وكاتبة في مجلات المصور، الهلال، والكواكب. وتعمل حاليًا كاتبة صحفية حرة في مؤسسات عديدة مثل جريدة المصري اليوم وجريدة الشرق الأوسط.
كانت بداية مسيرتها الصحفية مليئة بالمغامرات، حيث قررت بعد تخرجها مباشرة في مايو 1959 القيام بجولة صحفية جريئة في سبع دول أجنبية بصحبة شقيقتها باستخدام الأوتوستوب، ولم يكن بحوزتهما سوى عشرين جنيهًا فقط. استغرقت الرحلة سبعين يومًا، زارت خلالها لبنان، اليونان، إيطاليا، ألمانيا، وفرنسا، وكتبت عن تجربتها في حلقات مثيرة نشرتها مجلة الجيل، ووصفت هذه المغامرة بأنها “أجرأ مغامرة صحفية عام 1959”.
تزوجت صافي ناز من شاعر العامية أحمد فؤاد نجم في 24 أغسطس 1972، وأنجبا ابنتهما الوحيدة “نوارة الانتصار أحمد فؤاد نجم”، التي وُلدت أثناء حرب أكتوبر 1973، لكن زواجهما انتهى بالطلاق في يوليو 1976.
مسيرتها
هربت صافي ناز إلى العراق نتيجة التضييق عليها بسبب انتقاداتها للنظام السياسي المصري، وعملت أستاذة للدراما بكلية الآداب في جامعة المستنصرية بين عامي 1975 و1980. وثقت تجربتها في العراق من خلال كتاب “يوميات بغداد”، حيث سجلت شهادتها عن ممارسات صدام حسين القمعية ضد الشعب العراقي. صدر الكتاب عام 1982 عن دار أوبن برس في لندن وأثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية.
واجهت صافي ناز كاظم محطات صعبة في حياتها المهنية، حيث منعت من النشر في مصر عام 1971 وفصلتها أمينة السعيد من دار الهلال في نوفمبر 1979 بسبب معارضتها لاتفاقية كامب ديفيد. استمر هذا المنع حتى مارس 1983. تعرضت للاعتقال عدة مرات، في 1973 و1975، وفي 1981 خلال اعتقالات سبتمبر الشهيرة.
أصدرت صافي ناز كاظم العديد من الكتب التي تعكس فكرها الجريء ونقدها العميق، منها “رومانتيكيات”، “يوميات بغداد”، “الخديعة الناصرية”، “في مسألة السفور والحجاب”، و”تاكسي الكلام”. تركت أعمالها أثرًا عميقًا في الثقافة المصرية والعربية، حيث جمعت بين الجرأة في التعبير والالتزام بقضايا الحرية والعدالة.