برديات طبية تكشف براعة المصريين القدماء في صناعة العقاقير

أميرة جادو
كان المصريون القدماء هم أول من اخترع الكتابة للتعبير عن أفكارهم، وكان لهم الفضل في ابتكار نظام خطي للتواصل وتوثيقه على مواد متعددة. من أبرز هذه المواد: العظم، والطين، والجلد، والكتان، والمعادن، والحجر، والخشب، والبردي.
كان البردي هو الأكثر استخدامًا كوسيلة لكتابة النصوص، حيث يعتبر اكتشافه أحد أهم الأحداث في تاريخ الكتابة، باعتباره أول خطوة نحو اكتشاف الورق، وفيما يلي نتناول أبرز البرديات الطبية التي تعكس تقدم الطب في العصور المصرية القديمة.
البرديات القبطية
البرديات القبطية هي عبارة عن برديات أو أجزاء من كتب مكتوبة على ورق البارشيما، التي تم اكتشافها في أماكن مختلفة من مصر. تحتوي هذه البرديات على العديد من الوصفات الطبية التي تقدم لمحة عن تطور الطب خلال العصور القبطية الثلاثة:
- العصر القبطي اليوناني
- العصر القبطي المسيحي
- العصر القبطي العربي
وجملت هذه البرديات باللغة القبطية، وتعد مصادر أساسية لفهم الممارسات الطبية في تلك الفترات. من أبرز هذه البرديات:
بردية المشايخ
تعد بردية المشايخ من أهم المراجع الطبية في العصور القبطية، حيث تم اكتشافها في جرجا من قبل فلاح كان يجمع السباخ بالقرب من بلدة مشايخ. تم شراء البردية في عام 1892 بواسطة بوريان. وأهديت إلى المعهد الفرنسي بالقاهرة. يبلغ طول البردية 2.48 مترًا وعرضها 27 سم. وتتألف من 240 سطرًا، تحتوي على 237 تذكرة طبية. تشير جميع المقارنات إلى أن هذه البردية كُتبت بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين.
تأثر البردية بالحضارات المختلفة
تمثل هذه البردية تأثيرات متباينة من الحضارات السابقة، إذ تحتوي على مكونات تأثرت بالحضارة الفرعونية، بالإضافة إلى تأثيرات من الحضارة اليونانية والعربية. فقد تم استخدام الكثير من أسماء الأدوية العربية في النصوص، وقد ترجمها وعلق عليها العلامة أميل شاسيناه.
ورقة زويجه الطبية
أما ورقة زويجه الطبية، فهي جزء من مجموعة الأوراق الطبية المحفوظة في الفاتيكان. تتكون من ورقتين من البارشيما تضمّان أربع صفحات تحتوي على 45 تذكرة طبية تتعلق بأمراض الجلد. هذه الورقة هي جزء من كتاب كبير يحتوي على 245 صفحة، مع 2800 تذكرة طبية، مكتوب باللغة القبطية الصعيدية. تم التأكيد في بعض التذاكر على أنها مترجمة من ورقة طبية كانت محفوظة في مكتبة إيمحتب بمنف.
الكتاب الذي تتضمنه ورقة زويجه يظهر تأثير المسيحية بوضوح في تغيير أسماء المعبودات المصرية القديمة. حيث تم استبدالها بأسماء الملائكة المسيحية في التمائم والتعاويذ.