المزيدتاريخ ومزارات
زواج الملك “فاروق” وقصة دخول التليفزيون مصر
أسماء صبحي
رغم أن البداية الحقيقية للتليفزيون المصري كانت في عام 1960، إلا أن المحاولات الأولى لإنشائه كانت قبل هذه السنة بتسع سنوات أي في 1951، عندما أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة للإرسال التليفزيوني بمصر وذلك بتصوير الحفلات والمهرجانات التي أقيمت بمناسبة الزواج الثاني للملك “فاروق”.
واستغلت الشركة ذلك في الترويج لصناعتها وعرضت على الحكومة المصرية إقامة محطة تليفزيونية بالقاهرة، ولم تكتفِ بذلك بل قامت بوضع عدد من أجهزة التليفزيون في عدد من النوادي العامة على سبيل الدعاية، وقامت ببث سهرة شاهدها أعضاء هذه النوادي، ولاقت إعجابهم فكان ذلك سببا في نجاح التجربة وتنفيذها.
إنشاء مبنى التليفزيون
بدأت الدولة تستعد لإنشاء مبنى للتليفزيون، ورصدت مبلغ مائة وثمانية آلاف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتلفزيون على مساحة 12 ألف متر مربع، وهو المكان الحالي بشارع ماسبيرو المطل على كورنيش النيل، وسخرت الدولة جيشًا من العاملين لإنجاز المهمة، وحددت منتصف عام 1957 موعدًا لافتتاح المبنى، إلا أنه حدث مالا تحمد عقباه وتوقف المشروع بعد وقوع العدوان الثلاثي على مصر.
وفي عام 1959 استؤنف العمل بالمشروع حتى كان الافتتاح الرسمي في21 يوليو 1960، والطريف أنه قبل هذا الموعد بشهر واحد لم تكن استوديوهات التليفزيون قد انتهت بعد، وكانت البروفات والتجارب الأولية والبرامج المسجلة تتم على مسرح قصر عابدين واستوديو مصر.
بدء إرسال التليفزيون
وبدأ التليفزيون إرساله في تمام السابعة مساء لمدة خمس ساعات وكانت البداية بالقرآن الكريم، ثم حفل افتتاح مجلس الأمة، ثم خطاب الرئيس “جمال عبد الناصر”، ونشيد “وطني الأكبر”، فنشرة الأخبار، والختام بالقرآن الكريم.