كتابنا

افتتاح مولد الحوراء السيدة زينب جبل الصبر والبلاغة في تاريخ آل البيت

رضوان الله عليهم أجمعين

افتتاح مولد الحوراء السيدة زينب جبل الصبر والبلاغة في تاريخ آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين

المفكر الإسلامي والكاتب عن آل البيت الكرام
عبدالرحيم حماد أبو هارون الشريف
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي

يحتفل الشعب المصري من محبي آل البيت ، وأتباع الطرق الصوفية ، من جميع الأنحاء بمولد عقيله بني هاشم ورئيسة الديوان السيدة زينب رضي الله عنها، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بمسجدها فى منطقة مصر القديمة.. وهي عادة سنوية يقوم بها المصريون كل عام فى أجواء تسودها المحبة، وتعم فيها الأفراح

والاحتفال بمولد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها ، هو تراث ديني وشعبي بمصر ، تتوارثه الأجيال على مر العصور ، فهو يعد في احتفالا بتمكين المرأه في الإسلام.

هي السيدة “زينب” رضي الله عنها ، حفيدة الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إبنه أمير المؤمنين سيدنا ” الإمام علي بن أبي طالب” رضي الله عنه ، والسيدة “فاطمة الزهراء”، أخت الإمامان السبطين الريحايتين الإمامان الحسن والحسين والسيدة أم كلثوم رضي الله عنهما جميعاً وارضاهما.

السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها ” أم هاشم ” قبلة بني هاشم ، رئيسة الديوان ، أم العزائم ، وأم العواجز ، صاحبة المقام الطاهر في قلب القاهرة ، قبلة العارفين ، كعبة العشاق ، والقبس من نور بيت آل النبي ، العالمة والمعلمة ، صاحبة الشورى .

تزوجت السيدة زينب رضي الله عنها من ابن عمها “عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما وارضاهما، الذي اشتُهر بالكرم والجود حتى سُمّي “بحر الجود”، وأمير السخاء ، وأنجبت ستة أولاد وبنتًا واحدة .

اتّصفت بمحاسن عديدة، وأوصاف جليلة، وخصال حميدة، ومفاخر بارزة ، وفضائل طاهرة.

ورثت الفصاحة والبلاغة والصبر من أبيها باب مدينة العلم ووارث علم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيدره أسد الله الغالب ناصر دين الله ونبيه حاصد صناديل الشرك يعسوب الدين أمير المؤمنين الإمام علي رضي الله عنه ، على جدها و على آل بيته أفضل الصلاه و السلام ، ورثت العصمة الطاهرة عن أمها سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة على أبيها و رضي الله عنهم .

كانت الحوراء السيدة زينب رضي الله عنها تتمتع بفطنة وذكاء خارقين ، واشتهرت بجمال الخلقة والخُلُق ، بالإضافة إلى الإقدام والبلاغة والكرم وحسن المشورة، حيث كان إخوتها يرجعون إليها في الرأي ويأخذون بمشورتها لما تتمتع به من بُعد نظر وقوة إدراك.

وُلدت بعد مولد سيد الشهداء الإمام الحسين رضي الله عنه بسنتين ، في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة ، فعاصرت إشراق النبوة لعدة سنوات ،

وسَمَّاهَا الرسول ﷺ “زينب” إحياءً لذكرى ابنته “زينب”. ومعنى اسم “زينب” هو الفتاة القوية، المكتنزة الودودة العاقلة.

نشأت رضي الله عنها في بيئة دينية وعلمية، فقد قابلت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاصرت خلافة أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان ووالدها الإمام علي رضي الله عنهم جميعًا. وعاشت فترة الفتنة الكبيرة التي أضرت بآل البيت والمسلمين، وشهدت مقتل أبيها وأخيها الحسين الذي قُتل في كربلاء، كما قُتل ولداها “محمد” و”عون”، والعديد من أهل البيت.

لما خرج الإمام الحسين رضي الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد “يزيد بن معاوية”، شاركته السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها في رحلته وقاسمته الجهاد ، فكانت تثير حمية الأبطال ، وتشجع الضعفاء ، وتخدم المقاتلين ، كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة ، والنساء عامة في عصرها.

ولما قُتِلَ الإمام الحسين  وساقوها أسيرة مع السبايا ، وقفت على ساحة المعركة قائلة: “يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمّل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، يا محمداه! هذه بناتك سبايا ، وذريتك قتلى ، تسفي عليها الرياح”، فلم تبقَ عين إلا بكت ، ولا قلب إلا جف.

كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع “ابن زياد” ومع “يزيد”، وبها حمى الله “فاطمة الصغرى” بنت الحسين من السبي والتسرّي، وحمَى الله “عليًا الأصغر” “زين العابدين” من القتل ، فانتشرت به ذريه الإمام الحسين

معروف أنّ المرأة تمتاز برقّة المشاعر ، وشفافيّة العواطف ، ممّا يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية ؛ لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع وأعمق من الرجل غالباً.

وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأَوّلي في نفس المرأة ، فلا يعني ذلك أنّها تأسُر المرأة وتَقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية ، فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوّة الإرادة ونفاذ الوعي وسموّ الهدف ، أنْ تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية.

وهذا ما أثبتته السيّدة زينب في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها ، لقد أبدت السيّدة زينب تجلّداً وصبراً قياسيّاً في واقعة كربلاء وما أعقبها من مصائب ، وإلّا فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين ممزّق الأشلاء يسبح في بُرْكة من الدماء ، وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها من أخوتها وأبناء إخوتها وأبناء عمومتها وأبنائها ، ثمّ تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها ، لتقول كلمة لا يقولها الإنسان إلّا في حالة التأنّي والثبات والاطمئنان ، وهي قولها : « اللّهمّ تَقَبَّل مِنَّا هَذَا القليل من القربان »

لقد جسّدت السيدة زينب الصّبر بأروع صوره ولم تجزع أو تهن. لقد ضربت لنا أروع المُثل في الصّبر وهي ترى إخوتها وأبنائهم وجميع أصحاب الإمام الحسين مجزّرين على الرمضاء تصهر أجسادهم حرارة الشمس.

ألا يكفي أنّها ترفع جسد أخيها الإمام الحسين من على الأرض وهي تخاطب ربّها: اللهم تقبّل منّا هذا القربان.

تقف صامدة كالطود الشامخ أمام الطاغية عبيدالله بن زياد لترّد عليه بكلام بليغ يعجز عنه جهابذة العلم والكلام… ”والله ما رأيتُ إلّا جميلا“. كلمة اهتزت لها جدران المجلس فضلًا عن مَنْ كان حاضرًا بين يديه ، حتى غدا كالنعامة يُدخل رأسه بين أكمامه. لم يكن هذا الرد الوحيد ، بل كان الرد الأعظم حين خاطبها يزيد بن معاوية : ”كيف رأيتِ صنع الله في أخيك؟“، معتقدًا أنّه بذلك القول يستطيع كسرها وإذلالها ، فأجابته بقول بليغ لا يقل بلاغة عن أبيها ، وأيّ مستوى من الصبر عند السيّدة زينب عليها السلام حينما تصف ما رأته من مصائب بأنّه شيء جميل : « والله ما رأيتُ إلّا جميلاً » ردّاً على سؤال ابن زياد لها : كيف رأيتِ صُنْع الله بأخيك ؟

نحن في حاجة ماسّة لهذه السمة، التي يصف الله أصحابها بالصابرين المهتدين ، في ظل هذه الجائحة التي تفتك بالمؤمنين والعالم في كل يوم ، علينا أن نتقي شّرها وأن نكون على قدر المسؤولية وأن نتحلّى بالصّبر في جميع شؤون حياتنا، في السرّاء والضّراء .

علينا أن نستلهم الصّبر من بطلة كربلاء، تلك السيدة التي هزّت عروش الطغاة بصبرها وأسقطت مخططاتهم بعزمها وشدة بأسها.

ما أعوزنا لهذه السمة ، الصبر ، وهذه الإرادة وهذه العزيمة في ظل هجمة شعواء علينا، تنهش في جسد أمتنا وتستهدف ثقافتنا وديننا وتنفث السم في عقول أبنائنا وبناتنا.

ولما أعادوها رضي الله عنها إلى المدينة المنورة بعد أن استبقوا رأس الإمام الحسين عليه السلام بدمشق ليطوفوا به الآفاق إرهابًا للناس ، شعروا بخطرها الكبير على عرشهم ، فاضطروها إلى الخروج ، فَأَبَتْ أن تخرج من المدينة إلا محمولة، لكن جمهرة أهل البيت أقنعتها بالخروج ، فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت. أرادوا إخراجها من المدينة المنورة حيث كانت تتذكر الأحداث الأليمة وترويها فكانت تبكى كل عدو وصديق . فى هلال شعبان 61 هجرية الموافق 26 أبريل 681 ميلادية شرفت مصر بالضيفة الشريفة الحسيبة النسيبة فدخلت مصر في أوائل شعبان سنة 61 هـ، ومعها “فاطمة” و”سكينة” و”علي” أبناء الحسين، واستقبلها أهل مصر في “بلبيس” بُكَاةً معزّين. استقبلها والي مصر “مسلمة بن مخلد الأنصاري” في داره بالحمراء القُصوى في حي السيدة الآن.

لقد أنارت الطاهرة أم هاشم رحاب المحروسة بفيض نور كرامتها وشرفها، فتوسلت لله أن يحفظ أهل مصر. وكان دعاؤها كرما وكرامة لكل أجيال الكنانة، حيث ينسب لها قولها لأهل مصر: “أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا”، لتظل مصر بدعواتها وبآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم محفوظة وفي أمن وأمان.

كانت عقيلة بني هاشم تشبه أباها علياً وأمها الزهراء كثيرة العبادة والتهجد ، كانت تؤدي النوافل كاملة في كل أوقاتها ، ولم تغفل عن نافلة الليل قط ، ولا زالت تتلو القرآن الكريم وملازمة له ولن يفتر لسانها عن ذكر الله قط تدعو الله بعد كل صلاة وتسبحهُ .

وما زال على أرض مصر مشهدها ترياقًا مجرّبًا، يرفع فيه محبو آل البيت التوسلات إلى الله، ويقبلون على ربهم بالدعوات أن يحفظهم ويحفظ بلادهم، ولا يحرمهم ولا ذرياتهم أبدًا حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين.

ومن الأدعية والتسبيحات التي كانت تواظب على قراءتها ، هو )سبحان من لبس العز وتردى به ، سبحان من تعطف بالمجد والكرم ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلاله ، جل جلاله ، سبحان من أحصى كل شيء عدداً بعلمه وخلقه وقدرته ، سبحان ذي العزة والنعم ، اللهم إني اسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ،وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامات التي تمت صدقاً وعدلا ، أن تصلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، وأن تجمع لي خير الدنيا والآخرة ، بعد عمر طويل ، اللهم أنت الحي القيوم أنت هديتني ، وأنت تطعمني وتسقيني ، وأنت تميتني وتحييني برحمتك يا أرحم الراحمين.

ومن أدعية أبيها الذي كانت تدعو به بعد صلاة العشاء وهو : ( اللهم إني أسألك يا عالم الأمور الخفية ، ويا من الأرض بعزته مدحية ويامن الشمس والقمر بنور جلاله مشرقة مضيئه ، ويا مقبلاً على كل نفس مؤمنة زكية ، يا مسكن رعب الخائفين وأهل التقية ، يا من حوائج الخلق عنده مقضية ، يا من ليس له بواب ينادي ، ولا صاحب يغشى ، ولا وزير يؤتى ولا غير رب يدعى ، يا من لا يزداد على الإلحاح إلاكرما وجودا صلِّى على محمد وآل محمد واعطني سؤلي إنك على كل شيء قدير) .

( يا سميع الرجاء أنت الذى سجد له سواد الليل وضوء النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوى الماء – يا الله الذى لم يكن قبله قبل ولا بعده بعد ولا نهاية له ولاحد ولا كفء ولا ند )

في رثاء السيدة زينب رضي الله عنها عقيلة بني هاشم

يا لسان الطفوف زينب لولاكِ

لَظلّت أحداثها في الخفاء

لأصابت أصالة النهضة الكبري

أيادي التشويه والإخفاء

واصلت زينب مسيرة ركب السبط

هزّت مشاعر الأبناء

حاول البغي أن يصدّ مسير السبط

يمحو آثار تلك الدماء

رام تزييفها ليسكت صوتاً

رافضاً للمجازر السوداء

ساخطاً ثائراً على الزيف والبغي

وحكم الطغاة والأدعياء

إنّ ديناً عانى الرسول لتشييد

بناه وسيّد الأوصياء

بُذلت في سبيله الأنفس الطهر

وخاضوا سوح الوغى والعناء

لهداه عانوا جهاداً مريراً

زاخراً بالعواصف الهوجاء

و « عليٌّ » كم قاتل الشرك والزيف

ليبقى دين الهدى بنقاء

أيريد العدى مصادرة الأتعاب

أو حرفهم لدين السماء

فتصدّى لمكرهم وقواهم

في ثرى الطفّ سيّد الشهداء

فجّرت تضحياته الوعيَ والصحوة

ماذا يروم جيش العداء

فسعى المجرمون أن يوقفوا الوعي

بتشويه نهضةٍ عصماء

فتصدّى صوت العقيلة للزيف

لبغي الطغاة والاُجَراء

رغم بطش الجناة تحمل للأجيال

صوت الأبطال في كربلاء

لم يرعها عرش الطغاة ولم تخشَ

حشود الأطماع والبغضاء

وسياط الجناة تجلد في الأسر

عداءاً لصبيّةٍ ونساء

حملت للعصور ملحمة الطف

وأهداف ثورة شمّاء

ورسالاتها وزيف الطواغيت

وجور الجناة والاُجراء

وبطولات فتيةٍ بالدماء الطهر

خطّوا نهج الهدى والفداء

تحمل الثورة العظيمة للدهر

وترعى مسيرة الاُسراء

وخصوم الإسلام في نشوة النصر

تهادوا بالفرحة الجوفاء

نطقت بنت حيدرٍ ورثت منه

خصال الشجاعة الغرّاء

نطقت في مجالس العرش والجور

وحشد الجناة والأعداء

نطقت فيهم بأنّ وسام النصر

يعلوا في جبهة الشهداء

والطواغيت سوف تفنى ولن يبقى

سوى الحق والهدى والإباء

صدقت إذ غدا كيان يزيد

لعنة الدهر وانطوى للفناء

وضحايا الطفوف خلّدها التاريخ

تبقى نبع الهدى والمضاء

إنّ ذكر الحسين يحفظ في الأجيال

ذكر الشريعة الغرّاء

زيارة عقيله بني هاشم السيدة زينب

اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ الأَنْبِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْحَوْضِ وَاللِّواءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ وَوَصَلَ إِلَى مَقامِ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ الْهُدى وَسَيِّدِ الْوَرى وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الرَّدى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بِنْتَ صاحِبِ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَالشَّرَفِ الْعَمِيمِ وَالآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صاحِبِ الْمَقامِ الْمَحْمُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ وَاللِّوآءِ الْمَشْهُودِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْهَجِ دِينِ الإِسْلامِ وَصاحِبِ الْقِبْلَةِ وَالْقُرْآنِ وَعَلَمِ الصِّدْقِ وَالْحَقِّ وَاْلإِحْسانِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفْوَةِ الأَنْبِياءِ وَعَلَمِ الأَتْقِيآءِ وَمَشْهُورِ الذِّكْرِ فِي السَّماءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ وَسَيِّدِ خَلْقِهِ وَأَوَّلِ الْعَدَدِ قَبْلَ إِيجادِ أَرْضِهِ وَسَماواتِهِ وَآخِرِ اْلأَبَدِ بَعْدَ فَناءِ الدُّنْيا وَأَهْلُهُ الَّذِي رُوحُهُ نُسْخَةُ اللاَّهُوتِ وَصُورَتُهُ نُسْخَةُ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَقَلْبُهُ خَزانَةُ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْمُظَلَّلِ بِالْغَمامِ سَيِّدِ الْكَوْنَيْنِ وَمَوْلَى الثَّقَلَيْنِ وَشَفِيعِ الأُمَّةِ يَوْمَ الْمَحْشَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ اْلأَوْصِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بِنْتَ إِمامِ اْلأَتْقِيآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رُكْنِ الأَوْلِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ عِمادِ اْلأَصْفِيآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ يَعْسُوبِ الدِّين اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ قائِدِ الْبَرَرَةِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ قامِعِ الْكَفَرَةِ وَالْفَجَرَةِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وارِثِ النَّبِيِّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيفَةَ سَيِّدِ الْمُرْسِلِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ ضِياءِ الدِّين اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ النَّبَأِ الْعَظِيمِ عَلَى الْيَقِينِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ حِسابُ النَّاسِ عَلَيْهِ وَالْكَوْثَرُ فِي يَدَيْهِ وَالْنَصُّ يَوْمُ الْغَدِير عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ قادَ زِمامَ ناقَتِها جِبْرائِيلُ وَشارَكَها فِي مُصابِها إِسْرافِيلُ وَغَضِبَ بِسَبَبِها الرَّبُّ الْجَلِيلُ وَبَكى لِمُصابِها إِبْراهِيمُ الْخَلِيلُ وَنُوحٌ وَمُوسَى الْكَلِيمْ فِي كَرْبَلاءِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْغَرِيبِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْبُدُورِ السَّواطِعِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الشُّمُوسِ الطَّوالِعِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ زَمْزَمَ وَصَفا اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَكَّةَ وَمُنى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ حُمِلَ عَلَى الْبُراقِ فِي الْهَوآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ ضَرَبَ بِالسَّيْفَيْنِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْمُصْطَفى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَدِّكِ مُحَمَّدٍ الْمُخْتارِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلَى أَبِيكِ حَيْدَرِ الْكَرَّارِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلَى السَّاداتِ اْلأَطْهَارِ الأَخْيارِ وَهُمْ حُجَجُ اللهِ عَلَى الأَقْطارِ ساداتُ الأَرْضِ وَالسَّماءِ مِنْ أَخِيكَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْعَطْشانِ الظَّمآنِ وَهُوَ أَبُو التِّسْعَةِ اْلأَطْهارِ وَهُمْ حُجَجُ اللهِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ وَالأَرْضِ وَالسَّماءِ الَّذِينَ حُبُّهُمْ فَرْضٌ عَلَى أَعْناقِ كُلِّ الْخَلائِقِ الْمَخْلُوقِينَ لِخالِقِ الْقادِرِ السُّبْحانِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ اللهِ الأَعْظَمِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ اللهِ الْمُعَظَّمِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ اللهِ الْمُكَرَّمِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْمَصائِبِ يا زَيْنَبُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْفاضِلَةُ الرَّشِيدَةُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ مَحَبَّتُهَا لِلْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ فِي مِوارِدَ عَدِيدَةٍ وَتَحْمِلُ الْمَصائِبَ الْمُحْرِقَةِ لِلْقُلُوبِ مَعَ تَحَمُّلاتٍ شَدِيدَةٍ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ حَفِظْتِ اْلإِمامَ فِي يَوْمِ عاشُورآءِ فِي قَتْلَه وَبَذَلَتْ نَفْسِها فِي نَجاةِ زَيْنِ الْعابِدِين عليه السَّلام فِي مَجْلِسِ أَشْقَى اْلأَشْقِياءِ وَنَطَقَتْ كَنُطْقِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي سِكَكِ الْكُوفَةِ وَحَوْلَها كَثِيرٌ مِنَ اْلأَعْداءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ نَطَحَتْ جَبِينُها بِمُقَدَّمِ الْمَحْمِلِ إِذْ رَأَتْ رَأْسَ الشُّهَداءِ وَيَخْرُجُ الدَّمُ مِنْ تَحْتِ قِناعِها وَمِنْ مَحْمِلِها بِحَيْثُ يَرى مِنْ حَوْلِهَا اْلأَعْداءُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا تَالِيَ الْمَعْصُومِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ فِي تَحَمُّلاتِ الْمَصائِبِ كَالْحُسَين المظلُومِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى