حرب القرود.. “قردة المكاك المدربة” سلاح سري استعانت الجيوش الأوروبية في معاركها

أميرة جادو
شاركت العديد من الحيوانات في الكثير من الحروب مع الجيوش من مختلف البلدان فى الماضى والحاضر، فعلى سبيل المثال تم استخدام الخيول لحمل الجنود، أو استخدام الكلاب للتتبع، فقد كان استخدام الحيوانات مهمًا على مدار التاريخ العسكري، لكن ماذا عن القرود؟ توصل علماء الآثار فى أوروبا والمملكة المتحدة في الفترة الأخيرة إلى بقايا العديد من قرود المكاك التى يقدر عمرها بأكثر من 1400 عام، وتم دفن واحد على الأقل بعروض عسكرية.
تكهنات الخبراء
ووفقًا لتكهنات عدد من الخبراء، فهل استخدم الجيش الرومانى القردة خلال معاركه، أم كان هذا مجرد إظهار للاحترام لحيوان أليف محبوب لأحد الجنود؟ كيف وجد الرومان القردة وعلى أي حال؟
قرود المكاك البربري
قرود المكاك البربرى، أو ما يطلق عليه اسم القردة البربرية، تتواجد في شمال إفريقيا وموجودة في جميع أنحاء الجزائر والمغرب، وتتراوح المدة التي يعيشها معظم القردة بين 25 و 30 عامًا، وسافرت بعض القردة البربرية إلى جنوب إسبانيا بسبب قربها من المغرب، لذلك هو النوع الوحيد المعروف من القردة البرية فى أوروبا.
اكتشاف بقايا القرود البربرية
اكتشف الخبراء سبعة عشر بقايا قرد بربرى قديم في كافة أنحاء أوروبا واكتشف العلماء الذين يعملون على البقايا أن بعضها من العصر الحديدى، فى حين أن الغالبية من العصور الوسطى.
ترجع العديد من هذه البقايا تعود إلى عصر الإمبراطورية الرومانية أو بعد ذلك بقليل، حوالى القرنين الخامس والسادس.
لم يتوقع علماء الآثار عندما اكتشاف قرود مكاك بربرى فى شمال أوروبا والمملكة المتحدة، لأن موطنها الطبيعي في شمال إفريقيا.
يتواجد الكثير من الرفات فى حالة ممتازة، على الرغم من أن البعض كشف عن اعتلال الصحة بينما كانت القردة لا تزال على قيد الحياة.
وتدل الأسنان السيئة على أن القردة لم يكن لديها نظام غذائي عالى الجودة خلال فترة بقائها بعيدًا عن بيئتها الطبيعية.
بالإضافة إلى أن حجم البقايا أيضًا يشير إلى أن معظمهم لم يعيشوا حياتهم الكاملة ومن المحتمل أن يكونوا قد ماتوا قبل الأوان بسبب سوء الحالة الصحية.
من بين الاكتشافات السبعة عشر، كان الاكتشاف الأكثر روعة، حينما قام علماء الآثار بالتنقيب عن بقايا قرد بربرى آخر فى ليفيا بإسبانيا (والتى تقع بالفعل داخل دولة فرنسا).
كانت هذه البقايا مماثلة للآخرين، حيث كان لدى القرد أسنان سيئة ومن المحتمل أنه مات بسبب ظروف صحية سيئة. بناءً على مزيد من التحليل، قدر العلماء أن القرد ربما عاش فى أواخر القرن الخامس. على عكس الاكتشافات الأخرى، تم دفن هذا القرد المميز مع البضائع الجنائزية! وشملت هذه العناصر الطعام وشظايا الفخار وألواح الحديد وأبازيم الأحزمة العسكرية البرونزية.
ويرجع أبازيم الحزام المكتشفة في قبر القرد إلى العصر الروماني المتأخر، حيث كان الضباط العسكريون والبرابرة الجرمانيون والحلفاء البرابرة فى الجيش الروماني يرتدون هذه الأنواع من أبازيم الحزام كجزء من زيهم الرسمي، واكتشاف هذا النوع من إبزيم الحزام فى قبر بشرى قد يوحي بأنهم كانوا ذات يوم جزءًا من هذا الجيش، فلماذا تم منح بعضها لقرد بربري؟
حقيقة استعانة الجيوش الأوروبية بالقرود
لم يتأكد الباحثون تمامًا مما إذا كانت القرود قد استخدمت فى أى نوع من المواقف القتالية أو لأغراض دفاعية، ولكن توقعوا أن يكونوا قد استخدموا لأداء نوع من المهام، على الرغم من عدم العثور على أدلة تدعم ذلك.
كما رجح العلماء أن هذه القرود كانت تستخدم ببساطة كحيوانات أليفة أو أشكال ترفيه لأولئك القادرين على تحمل تكلفتها فى المحطة التجارية.
تم اكتشاف هذا القرد في ليفيا ربما تم شراؤه أو تسليمه إلى ضابط عسكرى قام بعد ذلك بالسفر مع طاقمه فى جميع أنحاء إسبانيا وفرنسا. هذا، أيضًا، يفسر الحالة الصحية السيئة للقرد، حيث من المحتمل أن الجنود أنفسهم يعانون من سوء التغذية أثناء سفرهم والقيام بجولاتهم، عند وفاة القرد، يبدو أن الجنود حزنوا على فقدان صديقهم ذو الفراء.
ولذلك التوقع الأكثر تصديقًا من قبل الخبراء، هو ان الجنود ربما تركوا أبازيم أحزمتهم فى قبر القرد لتكريمه لواجب غير معروف أثناء حياته، أو لتمييز القرد كعضو حقيقى فى قواتهم للحصول على القليل من الفكاهة.