حوارات و تقارير

طور سيناء تتربع على عرش “مملكة التمور”.. نجاح زراعة البلح المجدول بـ “أرض الخير”

أميرة جادو

يعد محصول النخيل ثروة زراعية هامة لأبناء سيناء، فهو غذاء البدو في الماضي، والمستقبل المربح للأجيال القادمة، لذا لا يخلو شارع أو منزل في التجمعات البدوية من وجود “النخل” في أركانه، وأثناء موسم الإثمار تتزين الشوارع في كافة مدن سيناء بألوان النخيل الاحمر والأصفر والرطب الاسمر، فهي ليست فقط مصدرًا للطعام، ولكنها أيضًا عامل من عوامل التوازن البيئي وتخفيف تغير المناخ، ومصدر للحماية والظل من رياح الصحراء الرملية، كما أصبحت  طور سيناء أشبه  بسيوة جديدة بعد انتشار زراعات النخيل في مزارع ميعر وسهل القاع والجبيل  ونجاح زراعة  أجود انواع النخيل التي تنتج اغلي انواع التمور مثل البلح المجدول  والبارحي والسيوي  وذلك لتوفر طقس مناسب ومياه جوفية عذبه  تجعل الإنتاج مبكر  عن جميع محافظات مصر .

ويعتبر “البلح المجدول” من أهم وأجود الأصناف التي تشهد توسعًا في زراعتها داخل مزارع مدينة طور سيناء، نظرًا لارتفاع قيمتها الغذائية والمادية وارتفاع الطلب عليه في معظم الدول.

جنى البلح المجدول تمهيدًا لطرحه بالأسواق

طور سيناء تتربع على عرش "مملكة التمور".. نجاح زراعة البلح المجدول بـ "أرض الخير"

وفي هذا الإطار قال وليد علي، صاحب مزرعة نخيل مجدول في طور سيناء لـ “صوت القبائل العربية”، إن  أشجار النخيل المجدول تعد من أغلى أنواع النخيل، ويتراوح سعر النخلة الصغيرة ما بين 1000 و1300 جنيه. وثماره من أجود أنواع التمور والأكثر فخامة وأغلاها.. مضيفًا أن البلح المجدول يطلق عليه «ملك التمور»، كونه حلو المذاق وذا قيمة غذائية عالية، ويتميز بكبر حجم الثمرة ونعومة ملمسها. لذا يصلح للتصدير لكافة دول العالم، ويجرى بيعه داخل المزرعة ما بين 100 و120جنيها للكيلو. ويصل سعر الكيلو في الأسواق إلى 200 جنيه.

ولفت “وليد” إلى أن زراعة أشجار نخيل البلح المجدول أثبتت نجاحها بمدينة طور سيناء. لكونها تحتاج إلى مناخ حار جاف وتربة صحراوية، وهو ما يتوافر بمدينة الطور.. مؤكدًا أن التوسع في زراعة نخيل المجدول بجنوب سيناء سيكون له أثر عظيم فى التنمية، ليس فقط على مستوى المحافظة، بل في دعم الاقتصاد المصري.

العناية بالبلح المجدول

وفيما يخص طريقة العناية بثمار البلح المجدول.. أوضح “وليد” أنه يجرى تخفيف “الشمبوك”. بحيث لا يتعدى عدد ثمار البلح في الشنبوك الواحد 8 ثمرات. حتى تأخذ براحها في النمو، وعند قرب نضج الثمار تبدأ مرحلة التكييس (وضع سباطات البلح في شكاير ذات ثقوب مخصصة).. لضمان الحفاظ على الثمار من الآفات والأتربة حتى مرحلة الجنى.. وخلال الجنى يجرى جنى الثمار التي نضجت فقط وحفظها في ثلاجات.. (حجرات محكمة الإغلاق).. وبها جهاز تكييف لضمان حفظ التمور وتبخيرها ضد الحشرات أو التلف.

انتاج مبكر ووفير

طور سيناء تتربع على عرش "مملكة التمور".. نجاح زراعة البلح المجدول بـ "أرض الخير"

وتابع “وليد” أن أشجار البلح المجدول تحتاج ريا يوميا في بداية زراعتها لمدة 40 يومًا، ثم ريها كل عدة أيام، حسب درجة الحرارة ونوعية التربة. كما تتطلب الطقس الجاف لضمان نموها حتى لا تجف، وتصل إنتاجية الشجرة الواحدة إلى 60 كيلوجراما، لذا تعد أشجار النخيل المجدول ثروة قومية للمزارعين والدولة.. مؤكدًا أنه اتجه للاستثمار في الزراعة، رغم أنه رجل سياحة بعد أزمة سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر ٢٠١٥م، وتأثر السياحة في مدينة شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الوقت فكر في إنشاء مزرعة البلح المجدول بعد دراسة.. مشيرا بالفعل إلى أن الأرض خصبة في طور سيناء والطقس مناسب لإنتاج مبكر ووفير.

كنوز وثروات سيناء

طور سيناء تتربع على عرش "مملكة التمور".. نجاح زراعة البلح المجدول بـ "أرض الخير"

كما يمكن أن تتحول مدينة طور سيناء إلى جنة خضراء؛ بفضل الكنوز والموارد الطبيعية التي تمتلكها.. وفي هذا السياق أوضح  المهندس أيمن المغربي، أحد المستثمرين بمنطقة الطور في جنوب سيناء.. إن مدة التي يستغرقها الموسم الزراعي في المدينة أقل بشهر عن أي منطقة أخرى بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تعجل من نضج المحاصيل.

وأضاف “أيمن” أن الزراعة في طور سيناء تعد بأقل في التكلفة، وأعلى في الجودة. والتربة في جنوب سيناء مليئة بالعناصر الطبيعية بفضل السيول التي تنحر الجبال وتتشرب بالعناصر المفيدة مما يجعل الزراعة في طور سيناء من أهم الكنوز التي تمتلكها المدينة.. مشيرًا إلى أن منطقة طور سيناء مشهورة بزراعة تمر “المجدول”. الذي يتم تصديره بسعر 10 دولارات للكيلو، وبيعه محليا بسعر 200 جنيه مصري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى