رحلة “البكالوريا”.. تاريخها ونشأتها وتطورها عبر الزمن

أميرة جادو

تعتبر شهادة البكالوريا من الشهادات التعليمية البارزة التي تمثل مرحلة فاصلة بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، ويعود تاريخ البكالوريا إلى قرون مضت، وتطورت عبر العصور لتصبح معيارًا أكاديميًا معترفًا به دوليًا، وسنتعرف في هذا التقرير، على مراحل تطور البكالوريا من نشأتها وحتى تحولها إلى جزء أساسي من نظم التعليم حول العالم.

أصل كلمة “البكالوريا”

ترجع كلمة “بكالوريا” إلى اللاتينية، حيث تعني “درجة أولى”، وكان يتم استخدامها في العصور الوسطى للإشارة إلى أولى الدرجات التي يحصل عليها الطالب عند التخرج من الجامعة.

ومع مرور الزمن، تم إعادة تعريف الكلمة لتصبح شهادة تمنح للطلاب بعد إتمام التعليم الثانوي، وتؤهلهم للالتحاق بالجامعات.

نشأة البكالوريا

ظهرت فكرة البكالوريا لأول مرة في فرنسا في القرن التاسع عشر، عندما قام نابليون بونابرت في عام 1808 بإدخال نظام تعليمي جديد يهدف إلى إعداد جيل قادر على قيادة البلاد في مختلف المجالات. في بداياتها، كانت البكالوريا تعتمد على امتحانات شاملة تشمل مجموعة من المواد مثل الفلسفة، والرياضيات، والعلوم. أصبح هذا النظام نموذجًا يحتذى به وانتقل تدريجيًا إلى دول أخرى، ليصبح جزءًا أساسيًا من نظم التعليم في أوروبا ومن ثم إلى باقي أنحاء العالم.

تطور نظام البكالوريا في العالم

فرنسا: تعتبر فرنسا الموطن الأصلي للبكالوريا، حيث تطورت لتشمل أنواعًا متعددة مثل البكالوريا العامة، والبكالوريا المهنية، والبكالوريا التقنية. يتميز النظام الفرنسي بتنوعه ومرونته، مما يتيح للطلاب اختيار مسار يتناسب مع اهتماماتهم وطموحاتهم المهنية.

بريطانيا: على الرغم من أن بريطانيا لا تعتمد “البكالوريا” بمفهومها الفرنسي، إلا أن لديها شهادة مماثلة تعرف بـ “A-Levels”.

دول الشرق الأوسط: تأثرت العديد من الدول العربية بالنموذج الفرنسي، وخاصة في شمال إفريقيا مثل تونس، والجزائر، والمغرب، حيث تم تطبيق البكالوريا كنظام رئيسي للتعليم الثانوي.

البكالوريا الدولية (IB): في منتصف القرن العشرين، تم إنشاء نظام البكالوريا الدولية في سويسرا، بهدف تقديم شهادة معترف بها عالميًا، تجمع بين التعليم الأكاديمي والتربية الأخلاقية، وتشمل مواد متنوعة مثل اللغات، والعلوم، والفنون.

نظام البكالوريا في مصر

دخل نظام البكالوريا إلى مصر في أوائل القرن العشرين خلال فترة الاحتلال البريطاني، حيث تم اعتماده كنظام رئيسي للتعليم الثانوي.

• في العهد الملكي: كانت البكالوريا تعتمد على اختبارات شاملة في مواد متنوعة، وكانت تعتبر معيارًا للتميز الأكاديمي.
• في العهد الجمهوري: بعد ثورة يوليو 1952، تم استبدال البكالوريا بنظام الثانوية العامة كجزء من سلسلة تغييرات في النظام التعليمي المصري، كان الهدف من ذلك توسيع فرص التعليم. لكن النظام الجديد واجه تحديات مثل الاعتماد على التلقين وضغوط نفسية كبيرة على الطلاب.

مميزات نظام البكالوريا

• تقييم شامل للطلاب: يعتمد نظام البكالوريا على امتحانات شاملة تغطي مختلف المجالات الأكاديمية، مما يساعد في تقييم الطلاب بشكل متكامل.
• المرونة: يتيح النظام للطلاب اختيار مواد تتماشى مع اهتماماتهم وطموحاتهم المهنية.
  الاعتراف الدولي: تعتبر البكالوريا معيارًا أكاديميًا معترفًا به عالميًا.، مما يوفر للطلاب فرصًا أكبر للالتحاق بالجامعات المرموقة حول العالم.