حوارات و تقارير

على خليفة الحرب.. موسكو تستهدف منشآت عسكرية بضواحي كييف

دعاء رحيل
 
أفادت وسائل إعلام عالمية بأن وزارة الدفاع الروسية استهدفت منشآت صناعية عسكرية في كييف بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من البحر، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن موسكو تحشد باتجاه مدينة إيزيوم للحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها شرقي البلاد.
 
ومن جهتها كشفت الوزارة الروسية عن تدمير مصنع للمدرعات في كييف وورشات صيانة معدات عسكرية في ميكولايف بصواريخ بعيدة المدى، وقالت إن سلاح الطيران التكتيكي دمر67 موقعا للقوات الأوكرانية الليلة الماضية.
 
 
وأكدت الوزارة الروسية أنها أسقطت طائرة سوخوي 25 أوكرانية على بعد 15 كيلومترا جنوب مدينة إيزيوم. كما تم استهداف 16 موقعا عسكريا في بولتافا وأوديسا ودونباس بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من الجو.

انفجارات ليلية

 
وفي هذا الصدد أفاد عمدة كييف بوقوع انفجارات في ضواحي العاصمة، وأن فرق إنقاذ ومسعفين توجهوا إلى مواقع الانفجارات، كما نشرت وسائل إعلام محلية صورا أظهرت انفجارات ليلية يعتقد أنها بسبب الضربات الروسية.
 
كما صرحت بعض المصادر بأن صفارات الإنذار انطلقت في كييف عدةَ مراتٍ الليلة الماضية، لكن القصف لم يطل وسط كييف. كما نقلت حسابات أوكرانية عن سكان أن عددا من الانفجارات سجلت بمنطقة فاسيلكيف الواقعة جنوب غربي العاصمة.
 
هذا وقد توعدت وزارة الدفاع الروسية بزيادة عدد ونطاق الضربات على عاصمة أوكرانيا إذا استمرت الأخيرة في استهداف المناطق الحدودية الروسية، وفق تعبيرها.
 
وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن قواته أحبطت محاولة أوكرانية لقصف محطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية في خيرسون. وأكد في إيجاز صحفي تدمير صاروخين أوكرانيين من طراز توشكا، في الجو، أطلقهما الجيش الأوكراني باتجاه المحطة.
 
ومن جهة أخرى قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي يحشد 22 كتيبة تكتيكية باتجاه إيزيوم في محيط خاركيف للحفاظ على المناطق التي سيطر عليها، وأضافت أن دونيتسك وسلوبوزهنيسكي شرقي البلاد تعرضت لهجمات روسية مكثفة، وأن الجيش الروسي في خاركيف يركز على إعادة تجميع قواته وتعزيزها.
 
كما أوضحت القوات الجوية الأوكرانية أنها دمرت 4 صواريخ كروز روسية باستخدام صواريخ مضادة للطائرات، بينما استهدفت القوات الروسية مدينة لفيف بمقاتلات سوخوي-35 صباح اليوم.
 
ميدانيا أيضا، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن موسكو استخدمت لأول مرة منذ بداية عمليتها العسكرية قاذفات بعيدة المدى للهجوم على مدينة ماريوبول، وإنها تركز جهودها للاستيلاء على مدن ماريوبول وبوباسنا وروبيجني.
 
في المقابل، ذكر محافظ مدينة أوديسا أن القوات الأوكرانية أسقطت مسيرة روسية من نوع أورلان 10. وأضاف أن صاروخا روسيا مجنحا -كان يستهدف إحدى ضواحي المدينة- احترق في الجو دون أن يصيب هدفه.
 
 
من جهة أخرى، قتل 5 أشخاص وأصيب 15 نتيجة سقوط عدة قذائف صاروخية على مدينة ميكولايف جنوبي أوكرانيا، وفقا لما أعلنه محافظ المدينة.
 
وأعلن مكتب المدعي الإقليمي في خاركيف مقتل 10 مدنيين على الأقل في قصف الجيش الروسي لحافلات مدنية بالقرب من قرية بوروفا جنوب مدينة خاركيف شرقي البلاد.
 
وعبر رئيس الإدارة الإقليمية في خاركيف عن اعتقاده بأن هدف الروس الأساسي هو تعزيز وجودهم العسكري بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك، وقطع خط إمداد القوات الموجودة في منطقة العمليات المشتركة. وأكد أن القوات الأوكرانية جاهزة لأي سيناريو، وفق تعبيره.
 
كما أفاد المدعي العام الأوكراني بمقتل 200 طفل منذ بدء الحرب، وأضرار حلت بـ 1018 مؤسسة تعليمية منها 95 دمرت بالكامل.
 

تدمير سفن

قالت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا إن بلادها ستدمر مزيدا من السفن الروسية ما لم توقف موسكو حربها على أوكرانيا.
 
وأضافت ماركاروفا -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) الإخبارية الأميركية- أن الطراد “موسكفا” كان أحد سفن روسيا الرئيسية في البحر الأسود.
 
وقد صرح مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن هذا الطراد الروسي -الذي غرق الخميس- أصيب بصاروخين أوكرانيين من طراز نبتون المضاد للسفن، وأعرب عن اعتقاده بوقوع ضحايا في صفوف الروس الذين كانوا على متن الطراد.
 
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن مسؤول أميركي كبير قوله إن السفن الروسية -التي كانت موجودة شمال البحر الأسود- تحركت باتجاه الجنوب بعد اشتعال النيران في الطراد “موسكفا”.
 
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت غرق “موسكفا” السفينة الرئيسية في أسطولها بالبحر الأسود، نتيجة حريق شب فيها وفقدت توازنها بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء الحريق.
 
وفي السياق ذاته أكدت وزارة الدفاع البريطانية فقالت إنّه بغرق “موسكفا” تعاني روسيا حاليا من تعرّض قطعتين أساسيتين من بحريتها إلى أضرار منذ غزو أوكرانيا، مرجّحة أن يقود كلا الحدثين موسكو إلى مراجعة وضعها في البحر الأسود.
 
وونوهت الدفاع البريطانية، أن روسيا اعترفت بغرق الطراد الذي يعتبر رائدا بأسطولها في البحر الأسود، وقد لعب دورا رئيسيا كسفينة قيادة وقاعدة دفاع جوي.
 
في سياق متصل، أخبر مسؤولون أوكرانيون كبار بواشنطن وكييف البنتاغون أنهم بحاجة لصواريخ مضادة للسفن وأسلحة دفاع ساحلي أخرى. كما طلبوا وفق صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) من الولايات المتحدة مساعدتهم في فتح جبهة جديدة لوقف الغزو الروسي.
 
وأضافت الصحيفة أن كبار المسؤولين في البنتاغون طلبوا -في اجتماع الأربعاء- أن تـُطور الشركات المتعاقدة مقترحات لصواريخ إضافية مضادة للسفن يمكن أن تقدم إلى الأوكرانيين أو للحلفاء.
 
كما نقلت عن مسؤول رفيع في البنتاغون قوله إن الضربة الأوكرانية على “موسكفا” أظهرت أن طلبات كييف للحصول على المزيد من هذه الأسلحة كانت في محلها.
 
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن روسيا أرسلت مذكرة دبلوماسية رسمية من صفحتين إلى الولايات المتحدة تحذر فيها من أن شحنات الأسلحة ذات الحساسية العالية المرسلة إلى أوكرانيا تؤجج الصراع ويمكن أن تؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية تعليقا على المذكرة -التي اطلعت على نسخة منها- أن ما يقوله الروس للأميركيين على انفراد هو ما تقوله واشنطن للعالم علنا، وهو أن المساعدة المقدمة للأوكرانيين تثبت فعاليتها بشكل غير عادي، على حد قوله.
 
وفي الشأن ذاته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ما بين 2500 و3 آلاف من جنوده قتلوا حتى الآن في الحرب مع روسيا، كما أصيب 10 آلاف غيرهم.
 
وحذر زيلينسكي -في مقابلة مع محطة “سي إن إن” من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلجأ إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية لأنه لا يقدر قيمة حياة الشعب الأوكراني، وفق تعبيره.
 
كما أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن روسيا لا ترى صلة بين المفاوضات وما يجري على الأرض. وأضاف -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- أن موسكو قد تتقدم في المفاوضات فقط عندما ترى نتائج المعركة في إقليم دونباس.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى