“اكتشاف مذهل في سقارة” مصطبة طبيب ملكي من الدولة القديمة
كتبت شيماء طه
في إنجاز أثري جديد يُبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إكتشاف مصطبة من الطوب اللبن في جنوب منطقة سقارة الأثرية.
الإكتشاف تم بواسطة البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية المشتركة، ويعود تاريخه إلى عهد الملك بيبي الثاني في الأسرة السادسة من الدولة القديمة.
تفاصيل الاكتشاف
المصطبة المكتشفة تعود لطبيب ملكي يدعى “تيتي نب فو”، وهو شخصية بارزة في عصره، حيث حمل سلسلة من الألقاب المرموقة مثل:
كبير أطباء القصر.
كاهن ومُعالج للإلهة سركت، متخصص في علاج لدغات العقارب والثعابين.
عظيم أطباء الأسنان.
مدير النباتات الطبية.
تصميم وزخارف المصطبة
تتميز المصطبة بنقوش ورسومات محفورة وملونة بألوان زاهية، أبرزها باب وهمي يحمل قائمة بالقرابين الجنائزية وصورًا لمشاهد الحياة اليومية. ومن الملاحظات اللافتة:
سقف المصطبة مطلي باللون الأحمر، محاكاة لأحجار الجرانيت.
نقش اسم وألقاب “تيتي نب فو” في منتصف السقف.
تابوت حجري يحمل نقشًا هيروغليفيًا للجزء الداخلي، يضم اسمه وألقابه.
أهمية الاكتشاف
صرّح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف يُعد إضافة قيمة لتاريخ منطقة سقارة، موضحًا أنه يعكس جوانب جديدة من الحياة الثقافية واليومية في الدولة القديمة. كما يبرز أهمية الطب وعلوم النباتات والطب الجنائزي في مصر القديمة.
التحديات والتحقيقات الأولية
رغم تعرض المصطبة للنهب في العصور القديمة، إلا أن الجدران بقيت محفوظة بشكل جيد، مما يتيح للباحثين فرصة فريدة لدراسة النقوش والرسومات.
وأوضح الدكتور فيليب كولمبير، رئيس البعثة، أن الدراسات الأولية تشير إلى أن النقوش تحمل معلومات غنية عن الحياة المهنية والشخصية لصاحب المصطبة.
موقع الكشف ودلالاته التاريخية
يقع الإكتشاف في منطقة مقابر كبار رجال الدولة بجنوب سقارة، خلف المجموعة الجنائزية للملك بيبي الأول وأسرته. بدأت البعثة أعمالها عام 2022، ونجحت سابقًا في الكشف عن مصطبة الوزير “وِني” صاحب أطول سيرة ذاتية في الدولة القديمة.
سقارة: كنز الآثار المصرية
تُعد سقارة من أهم المواقع الأثرية في مصر، حيث تضم أقدم هرم مدرج في العالم وأعدادًا هائلة من المقابر والمعابد التي تحكي قصصًا عن الحضارة المصرية القديمة.
هذا الاكتشاف يُبرز تفاني علماء الآثار في إستكشاف تاريخ مصر الغني.
