“الزيتون الفلسطيني” شجرة الأرض والهوية

كتبت شيماء طه

الزيتون الفلسطيني ليس مجرد شجرة تُزرع أو محصول يُحصد، بل هو رمز للهوية الوطنية والصمود الفلسطيني أمام التحديات.

وعلى مر العصور، إرتبطت شجرة الزيتون بالأرض الفلسطينية، لتصبح شاهدة على تاريخها العريق ومصدر فخر واعتزاز لأبنائها.

شجرة مباركة وإرتباط تاريخي

يُعتقد أن زراعة الزيتون في فلسطين تعود إلى أكثر من 6,000 عام، ما يجعلها من أقدم المناطق المنتجة للزيتون في العالم. يُذكر الزيتون في القرآن الكريم باعتباره شجرة مباركة، وهو جزء لا يتجزأ من الثقافة الزراعية الفلسطينية.

وتعتبر محافظات مثل جنين، نابلس، طولكرم، والخليل من أكثر المناطق التي تشتهر بزراعة الزيتون، حيث تغطي أشجار الزيتون ما يقرب من 50% من الأراضي الزراعية الفلسطينية.

الزيتون في التراث الفلسطيني

لا تقتصر أهمية الزيتون على كونه محصولًا اقتصاديًا، بل يمتد ليشغل مكانة بارزة في التراث الثقافي.

يشتهر الفلسطينيون بإستخدام زيت الزيتون في تحضير العديد من الأطباق التراثية مثل الزعتر والزيت، والمناسف، بالإضافة إلى إستخدامه في صناعة الصابون النابلسي التقليدي.

يُعتبر موسم قطف الزيتون مناسبة تراثية واجتماعية تجمع الأُسر الفلسطينية في الأرض ويتميز هذا الموسم بجو من التعاون والتضامن، حيث تتشارك العائلات في جمع الثمار وإستخلاص الزيت، مما يعكس روح المجتمع الفلسطيني.

أهميته الإقتصادية

يشكل الزيتون ركيزة أساسية للاقتصاد الفلسطيني، إذ يعمل في هذا القطاع أكثر من 100 ألف عائلة فلسطينية.

يُعد زيت الزيتون من أهم الصادرات الفلسطينية، حيث يتميز بجودته العالية ونكهته الفريدة.

ويُستخدم الزيت الفلسطيني في الأسواق المحلية والعالمية، ما يعزز الاقتصاد الوطني.

الزيتون رمز للصمود

تعرضت شجرة الزيتون الفلسطينية لمحاولات مستمرة من الإحتلال الإسرائيلي لإقتلاعها أو مصادرتها، في محاولة لطمس إرتباط الفلسطينيين بأرضهم.

ومع ذلك، يستمر الفلسطينيون في زراعة أشجار الزيتون كرمز للصمود، حيث تمثل كل شجرة زيتون قصة نضال وإصرار على التمسك بالأرض.

مبادرة الحفاظ على التراث

تعمل مؤسسات فلسطينية ودولية على دعم زراعة الزيتون وحمايته من الإنتهاكات الإسرائيلية.

كما تُقام حملات سنوية لزراعة آلاف أشجار الزيتون في المناطق المهددة بالمصادرة، تأكيدًا على ارتباط الفلسطينيين بأرضهم وتراثهم.