حوارات و تقارير

مدينة باخياس: الكنز الأثري المخفي في قلب الفيوم

تمتد المدينة الأثرية العملاقة على مساحة شاسعة تبلغ 102 ألف فدان، وتقع في مركز طامية بمحافظة الفيوم. إنها مدينة باخياس أو أم الأثل، التي تميزت بموقعها الجغرافي الفريد الذي وفر لها حصناً طبيعياً لا يمكن دخولها إلا من الجنوب. هذه المدينة كانت رمزاً للتقدم والازدهار العلمي، وقدمت للعالم العديد من البرديات الهامة وروائع الأدب الإفريقي القديم التي أبهرت الجامعات الأوروبية.

تاريخ مدينة باخياس

وفي هذا السياق قال سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، تعتبر مدينة أم الأثل أو باخياس إحدى أهم المناطق الأثرية في المحافظة. تقع المدينة في منتصف الطريق بين كوم أوشيم وجرزة، وكانت تشكل مع كرانيس وفلادلفيا مثلثاً حضارياً وثقافياً مشابهاً لمثلث لندن، كامبريدج، وأكسفورد. أسماء المدن اليونانية هذه أصبحت تُعرف اليوم بأسماء أم الأثل، كوم أوشيم، وجرزة.

يعود اسم باخياس  إلى “باخوس”، إله النبيذ والحدائق في الأساطير، بينما سميت كوم أم الأثل نسبة إلى أشجار الأثل. في قلب المدينة كان المعبد المصري الشهير “سوب كانوب كانيوس” مكرساً للإله سوبك، إله التماسيح، حيث كان آلاف السائحين يتوافدون لمشاهدة التماسيح في البحيرة المقدسة.

تقع باخياس على بعد 9 كيلومترات شمال شرق مركز طامية، ويحيط بها تحصين طبيعي. امتدت المدينة على مساحة ضخمة بلغت 102 فدان، وكانت تضم معبداً ومنازل يقدر عددها بين 700 و800 منزل، يسكنها ما بين 3000 و4000 نسمة. كانت المدينة مقسمة بين الحي الجنوبي الشرقي للفقراء والشمال الغربي للأغنياء.

مرت المدينة بأربعة شوارع رئيسية تؤدي إلى السوق، الذي كان مركزاً للاحتفالات. بجانب المدينة، تواجدت مزرعة لتربية الخنازير ومنطقة حرفية تضمنت الحوانيت وأدوات الغزل. كانت المقبرة تقع شمال المدينة، واحتوت على مقابر جماعية وأخرى مستطيلة ذات تصميم خاص.

اقتصادياً، عاشت باخياس فترة ازدهار بفضل موقعها على طريق القوافل الذي يربط أرسينوي بمففيس. في موسم الفيضان، كانت تُستخدم مراسي المدينة لنقل الغلال والبضائع عبر النيل.

ورغم الازدهار الذي شهدته، ظلت المدينة مجهولة حتى عام 1890، عندما بدأ الأثريون جرينفل، هانت، وهوجارث التنقيب فيها. اكتشف هانت أربعة آلاف دراخمة، مما يشير إلى قوة المدينة الاقتصادية.

قدمت مقابر المدينة كنوزاً علمية، منها نصوص أدبية إغريقية مثل خطب ديموستين ضد فيليب المقدوني، وأجزاء من الإلياذة، وإيصالات ضريبية، وقرارات إمبراطورية، ولوحات موميات الفيوم الشهيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى