مدينة سمهرم: بوابة اللبان القديمة في عمان

أسماء صبحي
تعتبر مدينة سمهرم واحدة من أهم المواقع الأثرية في سلطنة عمان. وتقع في محافظة ظفار بالقرب من مدينة صلالة. وتأسست المدينة في القرن الأول الميلادي، وكانت مركزًا رئيسيًا لتصدير اللبان. الذي كان يعتبر من أهم السلع التجارية في العالم القديم.
أهمية مدينة سمهرم
ارتبطت سمهرم تاريخيًا بتجارة اللبان، حيث كانت تصدر هذه السلعة الفاخرة إلى مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين وروما. ويعتقد أن المدينة كانت ميناءً استراتيجيًا على الطريق البحري بين شبه الجزيرة العربية والهند. كما كشفت الحفريات الأثرية عن نقوش بالخط المسند تؤكد ازدهار النشاط التجاري فيها.
وتمتاز سمهرم بتصميمها الهندسي الفريد، حيث تضم بقايا أسوار حجرية قوية ومباني سكنية ومعابد. كما يحتوي الموقع على ميناء أثري يظهر براعة سكان المدينة في استغلال موقعهم الجغرافي لتعزيز تجارتهم البحرية.
أهمية الموقع في الدراسات الأثرية
على الرغم من صغر حجم سمهرم مقارنة بالمواقع الأثرية الأخرى، إلا أنها تعد كنزًا للباحثين في مجال التاريخ القديم. كما تساهم الاكتشافات المستمرة في إلقاء الضوء على حياة سكان ظفار خلال تلك الفترة وأسلوب معيشتهم وتفاعلهم مع الحضارات الأخرى.
وتشكل سمهرم جزءًا مهمًا من هوية ظفار التاريخية والثقافية. واليوم، يقام في الموقع مهرجان سنوي يهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ تجارة اللبان ودورها الحيوي في تعزيز مكانة عمان التاريخية كمركز تجاري عالمي.
الاكتشافات الأثرية
شهد الموقع حفريات مستمرة أسفرت عن اكتشاف أوانٍ فخارية، نقوش حجرية، وعملات معدنية تؤكد التواصل التجاري بين سمهرم وحضارات العالم القديم. وفي عام 2000، أُدرجت المدينة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو كجزء من “أرض اللبان”.
ويقول الدكتور سعيد الكندي، أستاذ التاريخ بجامعة السلطان قابوس، إن سمهرم ليست مجرد موقع أثري، بل هي شهادة حية على دور عمان كمركز تجاري رئيسي في العصور القديمة. خاصة في تصدير اللبان الذي كان يعتبر ذهبًا أبيض في ذلك الوقت.
وأضاف أن سمهرم تعد رمزًا للإبداع التجاري والمعماري العماني. وموقعًا يستقطب السياح والباحثين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف تاريخ تجارة اللبان ودور عمان في الاقتصاد القديم.