تاريخ ومزارات

قصة بناء منارة الإسكندرية.. أحد عجائب الدنيا السبع

أسماء صبحي
 
كانت منارة الإسكندرية العجيبة الواحد التى كان لها استخدام عملي، حيث استخدمت كمنارة لإرشاد السفن فى المياه الخطيرة، فالساحل المصري مسطح ومستوي إلى درجة كبيرة بحيث تكاد تنعدم فوقه أي علامة أو إشارة تنبه الملاحين إلى اقترابهم منه.
 

بناء منارة الإسكندرية

وعلى قبالة ميناء مدينة الإسكندرية المصرية الذي كان يطل على سواحل البحر الأبيض المتوسط وكانت تقصده السفن القادمة من البلاد الأخرى،تم بناء منارة الإسكندرية على الجزيرة الصغيرة فاروس بين عامى 285 و 247 قبل الميلاد، وأوكل بطليموس الأول مهمة تصميم وتشييد المنارة إلى معماري إغريقي مشهور من أهل الأناضول يدعى سوستراتوس، وقد كانت أطول أبنية العالم لمدة طويلة حيث كان ارتفاعها 117 مترا أي ما يعادل عمارة مكونة من 40 طابقًا.
 
وكان البناء يتكون من أربع أجزاء رئيسية، القاعدة المربعة التي ينتصب فوقها البناء، ثم الجزء الأول من المنارة نفسها و هو بناء مربع الشكل يبلغ ارتفاعه حوالي 56 متر، يليه جزء أو طبقة أخرى مثمنة الأضلاع يبلغ ارتفاعها 28 مترًا، يعلوها منار دائري الشكل هو الجزء الأخير من البناء و يبلغ ارتفاعه قرابة الثمانية أمتار، وفي أعلى نقطة من المنارة كان هناك تمثال برونزي يمثل احد الآلهة، وبجمع أطوال أجزاء المنارة المختلفة يكون طولها ككل مع احتساب ارتفاع القاعدة قرابة الـ 117 مترا.
 

انهيار منارة الإسكندرية

وكانت المنارة من القوة و المتانة بحيث قاومت عوامل الطبيعة لخمسة عشر قرنا، وخير برهان على صلابتها هو مقاومتها لإثنين وعشرون هزة أرضية ضربت الإسكندرية خلال تلك القرون.
 
لكن فى النهاية تهدمت أجزاء كبيرة من المنارة في عام 1303م، عندما ضربت هزة أرضية عنيفة الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وكان الخراب النهائي على يد زلزال أخر ضرب المنطقة في عام 1323م فدمر ما تبقى من المنارة.
 

اختفاء منارة الإسكندرية

و حين زارها ابن بطوطة بعد ذلك بعدة أعوام، كان ذلك البناء الشامخ قد تحول إلى خرائب و أنقاض لا يمكن الدخول إليها، ووفي عام 1480م اختفت آثار المنارة كليًا عندما قام السلطان قايتباي ببناء القلعة المشهورة التي تعرف بأسمه و استخدم في تشييدها الأحجار المتناثرة حول خرائب المنارة.
 
وكانت منارة الإسكندرية آخر ما بني من عجائب الدنيا السبع، وأخر المتهدمين أيضًا باستثناء أهرامات الجيزة التي ظلت حتى الآن كما هي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى