“من دمشق هنا القاهرة” صوت الوحدة في زمن العدوان
كتبت شيماء طه
في لحظة تاريخية محفورة في ذاكرة الشعوب العربية، صدح صوت الإذاعي السوري عبدالهادي بكار قائلاً : “من دمشق هنا القاهرة”، في الثاني من نوفمبر عام 1956، تضامنًا مع مصر خلال العدوان الثلاثي.
لم تكن تلك الكلمات مجرد شعار إذاعي، بل رمزًا للوحدة العربية وموقفًا شجاعًا أكد أن صوت الحرية لا يمكن كتمه مهما تعاظمت التحديات.
كواليس اللحظة التاريخية
جاءت هذه العبارة الشهيرة عقب قصف العدوان الثلاثي لأجهزة الإرسال الخاصة بالإذاعة المصرية في منطقة أبو زعبل، ما تسبب في توقف البث الإذاعي بالكامل.
في هذه الأثناء، كان العالم العربي يتابع بقلق خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، الذي انقطع إثر القصف.
وفي غضون دقائق معدودة، قرر الإذاعي السوري عبدالهادي بكار تغيير مجرى الأحداث، فأعلن من الإذاعة السورية تضامن دمشق مع القاهرة، ليُعيد التواصل بين مصر والعالم العربي.
قرار شجاع
عبدالهادي بكار لم يتلقَ تعليمات من أحد، بل اتخذ قراره بشجاعة، مدركًا أن هذه اللحظة تتطلب موقفًا استثنائيًا.
مع زملائه الإذاعيين السوريين، اتفقوا على أن الإذاعة السورية ستصبح منصة لصوت مصر، مؤكدين على الروابط القومية التي تربط البلدين.
كما أثبتت أن الوحدة العربية ليست مجرد شعارات، بل مواقف عملية قادرة على تغيير الواقع.
(رسالة التضامن العربي) عبارة “من دمشق هنا القاهرة” حملت رسالة واضحة بأن العرب يقفون صفًا واحدًا في مواجهة أي عدوان.
(إحياء الأمل) هذه العبارة أعادت الأمل للمصريين والعرب، مؤكدة أن صوت الحرية والكرامة لن يخفت.
(دور الإعلام في المقاومة)شكلت هذه الحادثة دليلًا قويًا على أن الإعلام يمكن أن يكون جزءًا أساسيًا من معركة التحرر.
بعد مرور عقود على هذا الحدث، لا تزال عبارة “من دمشق هنا القاهرة” رمزًا للوحدة والمقاومة، وهي تُذكرنا بأن التاريخ العربي زاخر بلحظات تضامن تبرز فيها قوة الإرادة والشجاعة.
هذا الحدث التاريخي يُظهر أن الأزمات يمكن أن تتحول إلى لحظات قوة، وأن الوحدة العربية ليست مجرد حلم، بل واقع يمكن تحقيقه بمواقف جريئة وصادقة.