المهدي بن برغش: الحاكم الاستراتيجي في شرق إفريقيا
أسماء صبحي
المهدي بن برغش هو أحد القادة التاريخيين الذين حكموا في شرق إفريقيا. تحديدًا في سلطنة زنجبار في أواخر القرن التاسع عشر. ولد في منطقة زنجبار في 1844م وكان ينتمي إلى أسرة مالكة حاكمة في المنطقة. كما يعرف المهدي بلقب “السلطان” وقد تم اختياره من قبل شعبه للحكم بعد وفاة والده.
حكم المهدي بن برغش
تميزت فترة حكمه بالعديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي ساعدت على تعزيز قوة السلطنة وزيادة نفوذها في المنطقة. وخلال فترة حكمه، عمل المهدي على تعزيز العلاقات التجارية بين سلطنة زنجبار والدول الأوروبية، خاصةً بريطانيا. مما أثر بشكل كبير في حركة التجارة في المحيط الهندي.
كما اهتم المهدي بتطوير البنية التحتية للسلطنة، حيث قام بإنشاء العديد من المشاريع العمرانية مثل الطرق والمدارس. ولكن رغم الإصلاحات، واجه حكمه تحديات عديدة، أبرزها مقاومة الاستعمار البريطاني والضغوط الاقتصادية.
ويقول المؤرخ العربي الدكتور عبد الله محمد، إن المهدي بن برغش كان حاكمًا بارعًا رغم التحديات التي واجهها. وترك بصمة واضحة في تاريخ زنجبار ومنطقة شرق إفريقيا بأسرها.
قائد استراتيجي
بالإضافة إلى سياساته الداخلية، كان المهدي أيضًا قائدًا استراتيجيًا في الحفاظ على استقلالية سلطنة زنجبار من خلال تعزيز التحالفات العسكرية والديبلوماسية مع القوى الإقليمية. وقد شملت هذه التحالفات الدولة العثمانية والدول العربية الأخرى. مما مكنه من صمود السلطنة أمام التهديدات الاستعمارية في تلك الفترة.
وعلى الرغم من محاولاته الحفاظ على الحكم المستقل لسلطنة زنجبار. إلا أن الضغوط الخارجية كانت تؤثر على وضعه السياسي. وفي عام 1896م، وبسبب التوترات مع بريطانيا، نشبت حرب قصيرة بين سلطنة زنجبار وبريطانيا، والتي عرفت حينها ببثورة زنجبار ضد الاستعمار البريطاني، والتي انتهت بخروج المهدي بن برغش من السلطة.
ترك المهدي بن برغش أثرًا تاريخيًا مهمًا في تطور السياسة في شرق إفريقيا. إذ ساعد في رسم معالم الاستقلال السياسي لمنطقة زنجبار لفترة طويلة، ورغم تحولات المنطقة مع صعود القوى الاستعمارية. ورغم رحيله عن السلطة، تظل فترة حكمه محط دراسة تاريخية بسبب تأثيراته العميقة على تلك الحقبة.