كانت تتألم قبل موتها.. كشف السر وراء تعابير وجه مومياء المرأة الصارخة
أميرة جادو
الحضارة المصرية القديمة دائمًا ما تجذب الباحثين والهواة، الذين لا يتوقفون عن محاولات اكتشاف أسرار جديدة وحل ألغاز قديمة لفهم حياة المصريين القدماء. مؤخرًا، تم إجراء دراسة على مومياء “المرأة الصارخة”، التي اكتُشفت في موقع دفن عائلة سنموت، المهندس الخاص بالملكة حتشبسوت.
الدراسة قدمت مفاجأة حول تعابير وجه هذه المرأة، حيث كشفت أنها قد تكون نتيجة موت مؤلم عاشته قبل 3500 عام، وليس بسبب أخطاء في التحنيط كما كان يعتقد سابقًا.
ملخص الدراسة
هذه الدراسة قام بها فريق من العلماء بقيادة الدكتورة سحر سليم من جامعة القاهرة، بالتعاون مع دكتورة سامية الميرغني. باستخدام تقنيات الأشعة المتقدمة، اكتشف الفريق أن المرأة كانت محنطة بشكل جيد، وأن تعابير وجهها قد تكون نتيجة تقلصات عضلية بسبب موت مؤلم. الدراسة نشرت في 2 أغسطس 2024 في مجلة “فرونتيرز إن مديسين”.
تاريخ اكتشاف المومياء
تم اكتشاف المومياء في عام 1935 أثناء حفريات بعثة متحف متروبوليتان-نيويورك في الدير البحري بالأقصر، بالقرب من مقبرة سنموت. عثر عليها داخل تابوت خشبي، وهي ترتدي باروكة شعر سوداء وخواتم من الفضة والذهب، مما أثار دهشة العلماء بسبب فمها المفتوح الذي يبدو وكأنها تصرخ.
فحص المومياء الصارخة
بعد 89 عامًا من اكتشافها، قام الفريق بفحص المومياء باستخدام تقنيات الأشعة المقطعية. كشفت الفحوصات عن أن المومياء كانت في حالة جيدة، وأن الدماغ والأحشاء لا تزال داخل الجسد، وهو ما يعتبر غير مألوف لطريقة التحنيط في تلك الحقبة.
تقنية التحنيط الفريدة وباروكة الشعر
الدراسة أظهرت أن المومياء كانت محنطة باستخدام مواد ثمينة مثل العرعر واللبان، مما يدل على تجارة واسعة للحصول على هذه المواد. كما أظهرت الأشعة المقطعية أن باروكة الشعر كانت مصنوعة من ألياف نخيل التمر ومطلية ببلورات معدنية لإعطاءها اللون الأسود اللامع.
ظروف الوفاة
الفريق لم يجد سببًا واضحًا للوفاة، لكن تعابير وجه المومياء الصارخة تفتح باب التكهنات بأنها ربما ماتت وهي تصرخ من الألم أو العذاب. التشنج الجثثي الذي يعتقد أنه حدث بعد الوفاة يفسر بقاء هذه التعابير.
الدكتورة سحر سليم تؤكد أن تفسير ظروف وفاة هذه المومياء لا يزال لغزًا، لكن دراستها تقدم نظرة عميقة على حياة وموت المصريين القدماء، وتذكرنا بإنسانيتهم وحقوقهم.