“سيد درويش” فنان الشعب ومجدد الموسيقى العربية
كتبت شيماء طه
سيد درويش، الملقب بـ”فنان الشعب”، هو أحد أعلام الموسيقى العربية وأبرز مجدديها في القرن العشرين.
ولد في 17 مارس 1892 في حي كرموز بالإسكندرية، وسط بيئة شعبية أثرت بشكل كبير على شخصيته وأعماله الفنية.
بدأ درويش مسيرته الموسيقية في سن مبكرة، حيث انخرط في تعلم الإنشاد الديني، ثم التحق بمعهد الموسيقى في الإسكندرية لصقل موهبته.
انطلاقة درويش الفنية
بدأت مسيرته الحقيقية عندما عمل كمنشد في الأفراح والمناسبات، ثم التقى بعدد من الفرق المسرحية مثل فرقة جورج أبيض وعلي الكسار.
وأثبت سيد درويش أنه ليس مجرد ملحن تقليدي، بل موسيقي مبتكر قادر على المزج بين التراث الشعبي والموسيقى الحديثة.
ساعدته تجربته في التعامل مع الفرق المسرحية على تقديم ألحان ثورية جديدة تواكب التغيرات الاجتماعية والسياسية في مصر.
الإبداع الموسيقي والتجديد
تميزت أعمال سيد درويش بالجرأة والتجديد، حيث كسر الأنماط الموسيقية التقليدية واستوحى ألحانه من الحياة اليومية والبيئة الشعبية.
قدم ألحانًا خلدت في الوجدان مثل “بلادي بلادي”، التي أصبحت النشيد الوطني المصري، و”أنا المصري كريم العنصرين”، التي تعكس الروح الوطنية.
كما كان سباقًا في استخدام الموسيقى للتعبير عن قضايا العمال والفلاحين، مثل أغنية “الحلوة دي” و”شد الحزام”.
دوره الإجتماعى والوطنى
لعب سيد درويش دورًا كبيرًا في إيقاظ الوعي الوطني خلال ثورة 1919.
كانت ألحانه مصدر إلهام للشعب المصري في مقاومة الاحتلال البريطاني، حيث نجح في تحويل الموسيقى إلى وسيلة للتعبير عن آمال وأحلام المصريين.
إعتمد درويش في ألحانه على البساطة والوضوح، مما جعلها قريبة من قلوب الناس بمختلف فئاتهم.
رحل سيد درويش في 10 سبتمبر 1923 عن عمر يناهز 31 عامًا، تاركًا وراءه ألحاناً موسيقية غنية في مصر والعالم العربي.
ورغم قصر عمره الفني، إلا أن ألحانه ما زالت تعيش في وجدان المصريين وتشكل مصدر إلهام للفنانين والموسيقيين.