قبيلة بني خالد: حماة الصحراء وورثة التراث
أسماء صبحي
قبيلة بني خالد من القبائل العربية العريقة التي تميزت بتاريخها الحافل ودورها البارز في شبه الجزيرة العربية. ويعود أصل بني خالد إلى بني مخزوم من قريش العدنانية، وانتشرت القبيلة بشكل واسع في مناطق شرق الجزيرة العربية وشمالها، مثل الأحساء والقطيف والكويت والعراق.
قوتها العسكرية
اشتهرت القبيلة بقوتها العسكرية ونفوذها السياسي. حيث أسست الدولة الخالدية التي حكمت أجزاء واسعة من شرق الجزيرة العربية في القرن السابع عشر الميلادي. كما امتازت هذه الدولة بالقوة الاقتصادية، بفضل سيطرتها على الطرق التجارية التي تربط بين مناطق الخليج العربي وشبه الجزيرة.
وتميزت القبيلة بروحها القتالية ودورها في حماية الممرات الصحراوية من أي تهديد خارجي. مما أكسبها احترام القبائل الأخرى وتحالفات استراتيجية مع قوى إقليمية مختلفة. كما اشتهرت القبيلة بتمسكها بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، مثل الكرم وحماية المستجير، مما جعلها نموذجًا للعراقة في المجتمع العربي.
إرث قبيلة بني خالد
ويقول الدكتور عبد الرحمن الحبيب، أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود: “قبيلة بني خالد تمثل جزءًا مهمًا من تاريخ الخليج العربي. وقد أسهمت في تشكيل الهوية الثقافية والسياسية للمنطقة بفضل نفوذها الممتد عبر القرون”.
تمتلك القبيلة إرثًا غنيًا من الشعر والأدب الشعبي، حيث لعب أفرادها دورًا بارزًا في حفظ الموروث الثقافي العربي. كما اشتهروا بقصائدهم التي تعبر عن الفخر بالأرض والعائلة. إلى جانب احتفالاتهم بالمناسبات التقليدية التي تعكس أصالة القبيلة وارتباطها بجذورها.
ويبرز دور بني خالد في الزراعة وتطوير الأراضي في المناطق التي استقروا فيها، خاصة في الأحساء، التي تعتبر من أكثر المناطق خصوبة في الجزيرة العربية. كما ساهم أفراد القبيلة في إنشاء نظام ري متقدم واستغلال الموارد الطبيعية بفعالية، مما عزز مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
