قبيلة آل حرفوش: حكام البقاع وأصحاب النفوذ التاريخي
أسماء صبحي
تعد قبيلة آل حرفوش من أبرز القبائل التي تركت بصمة في التاريخ اللبناني، خاصة في منطقة البقاع. وتنحدر القبيلة من أصول عربية قحطانية، وبرزت في القرن السادس عشر عندما لعبت دورًا كبيرًا في إدارة شؤون البقاع تحت الحكم العثماني.
قبيلة آل حرفوش
كانت قبيلة آل حرفوش معروفة بقوتها العسكرية ونفوذها السياسي. حيث تولت زعامة البقاع لفترة طويلة، وكانت تسعى للحفاظ على استقلال المنطقة من التدخلات العثمانية المباشرة. كما تميزت القبيلة بشجاعتها ورفضها للظلم، وقد خاضت معارك عديدة لتثبيت نفوذها.
ومن الشخصيات البارزة في القبيلة الأمير الحرفوشي، الذي كان يعرف بحنكته السياسية وبراعته في القيادة. كما اشتهر آل حرفوش بدعمهم للفلاحين والمزارعين في مناطق نفوذهم، مما أكسبهم احترامًا كبيرًا بين سكان البقاع.
دورهم التاريخي
وعن دورهم التاريخي، يقول الباحث اللبناني الدكتور خالد زيادة: “كان آل حرفوش جزءًا أساسيًا من المعادلة السياسية والاجتماعية في لبنان خلال العصور العثمانية. كما واستطاعوا تشكيل هوية مميزة للبقاع عبر تحالفاتهم ونفوذهم”.
ولعب آل حرفوش دورًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا، حيث كان لهم إسهامات بارزة في تعزيز التعليم والثقافة في مناطقهم. وقاموا بدعم المدارس الدينية والتقليدية، مما ساعد في نشر العلم والمعرفة بين أبناء البقاع. كما شاركوا في تنظيم العلاقات الاجتماعية، حيث كانوا وسطاء لحل النزاعات بين القبائل المجاورة.
اليوم، يبرز اسم آل حرفوش في العديد من المواقع التاريخية والمعالم في لبنان، التي تشهد على الدور البارز الذي لعبته القبيلة في تاريخ المنطقة. وتعد قلاعهم ومنازلهم القديمة شواهد على قوة هذه القبيلة ونفوذها الذي امتد لعقود.
تستمر القبيلة في الاحتفاظ بمكانتها الاجتماعية، حيث يحظى أفرادها بالاحترام والتقدير في لبنان. وتظل قصصهم جزءًا من التراث اللبناني الذي يتناقله الأجيال بفخر.