زها حديد: عبقرية العمارة الحديثة

أسماء صبحي

زها حديد، المهندسة المعمارية العراقية البريطانية، تعد واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في مجال الهندسة المعمارية على مستوى العالم. ولدت عام 1950 في بغداد لعائلة عراقية مثقفة، ودرست الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت قبل أن تنتقل إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية في جمعية العمارة.

أسلوب زها حديد

برزت زها حديد بأسلوبها المميز الذي يكسر القواعد التقليدية. حيث أدخلت في تصاميمها مفاهيم الحركة والانسيابية، ما جعلها تلقب بـ”ملكة المنحنيات“. ومن أبرز أعمالها متحف الفن الحديث في سينسيناتي، ومركز حيدر علييف في أذربيجان. بالإضافة إلى تصميمات فريدة لمباني حول العالم تتميز بالجرأة والابتكار.

رغم التحديات التي واجهتها كامرأة في مجال يهيمن عليه الرجال. تمكنت زها من إثبات نفسها وحصلت على العديد من الجوائز. من بينها جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية عام 2004، لتكون أول امرأة تفوز بها.

وقالت المعمارية البريطانية جينيفر بريستون، إن زها حديد لم تكن فقط رائدة في التصميم، بل كانت رمزًا للإصرار على تحقيق المستحيل. لقد أعادت تعريف العمارة في القرن الحادي والعشرين.

مسيرة مشرقة

كانت زها تؤمن بأن العمارة ليست مجرد بناء، بل هي أداة لتحسين الحياة والبيئة المحيطة. ويظهر ذلك جليًا في تصاميمها التي تعكس التفاعل بين الإنسان والمكان، مع إدخال عناصر الطبيعة في هندستها. كما أن هذا الفهم العميق للبيئة جعل أعمالها مميزة وصديقة للمستخدم.

على مدار حياتها المهنية، تعاونت زها مع العديد من المؤسسات العالمية. بما في ذلك العلامات التجارية الكبرى مثل “شانيل” و”BMW”. كما قدمت تصاميم لافتة للمعارض والأثاث. وهذه الشراكات وسعت آفاق إبداعها لتتجاوز العمارة التقليدية.

اليوم، تعتبر زها مصدر إلهام للنساء في المهن الإبداعية، وخاصة في المجالات التي تواجه تحديات متعلقة بالمساواة بين الجنسين. كما يعكس نجاحها مدى أهمية الإصرار والعمل الجاد لتحقيق التميز في أي مجال.