قبائل التبو في ليبيا: سر الصحراء والصراع والتعايش
في قلب الصحراء الكبرى وعلى أطراف أغنى مناجم الذهب وأكبر حقول النفط في ليبيا.حيث تعيش قبائل التبو التي لطالما أحيطت بالغموض والجدل. ينظر إلى هذه القبائل على أنها رمزية للتحدي والبقاء. حيث تعتمد على الرعي وأحياناً الزراعة، بينما ينسب إليهم البعض الرغبة في العزلة وحتى الانفصال عن الدولة.
من هم قبائل التبو في ليبيا
مع قلة المعلومات المتاحة، برزت اتهامات عديدة ضد التبو مؤخرًا، مثل رفضهم للجيش الوطني الليبي وسعيهم للانفصال. لكن المتحدث باسم حكماء التبو، إبراهيم عثمان. نفى هذه الادعاءات، مؤكدًا أن التبو يؤمنون بوحدة ليبيا وسيادة الدولة. مضيفًا أن “التباوي الليبي هو ليبي بكل معنى الكلمة، والتباوي في تشاد أو السودان ينتمي لبلده”.
التبو ليسوا عربًا ولا أمازيغ ولا زنوجًا، بل مجموعة عرقية أفريقية فريدة بثقافتها ولغتها الخاصة، التباوية. وتنتشر قبائل التبو على امتداد الصحراء الكبرى، من جنوب ليبيا إلى شمال تشاد ونيجر. وحتى شمال غرب السودان. وفي ليبيا، ينقسم التبو إلى فرعين رئيسيين هما التيدا والدازا. وتتركز تجمعاتهم في الجنوب بمناطق مثل سبها والكفرة ومرزق، بينما يعيش بعضهم في الساحل بمدن طرابلس وبنغازي.
منذ أحداث 2011، شهد الجنوب الليبي مواجهات عنيفة بين التبو وقبائل أخرى، أبرزها الطوارق وأولاد سليمان. ورغم أن التبو والطوارق تجمعهما اتفاقية تاريخية تعرف بـ”الصديق الصديق” والتي دامت لنحو 200 عام، إلا أن جريمة في أوباري عام 2014 أشعلت مواجهات مسلحة بينهما استمرت عامًا ونصف العام، وراح ضحيتها عشرات القتلى.
مع تدخل أطراف ليبية من الشرق والغرب، تصاعدت حدة الصراع حيث دعمت قوى الشرق التبو، بينما دعمت قوى الغرب الطوارق. ورغم استمرار القتال لفترة طويلة، انتهى الصراع في نوفمبر 2015 باتفاقية مصالحة تضمنت وقف إطلاق النار، وعودة النازحين، وفتح الطرق، مما أعاد الاستقرار للمنطقة.
يعيش التبو والطوارق اليوم بسلام وحسن جوار، ورغم تاريخ الصراعات، يبقى التبو جزءاً لا يتجزأ من نسيج ليبيا، يعكسون تنوعها الثقافي والجغرافي، ويؤكدون على التعايش رغم كل التحديات التي واجهتهم.