ياسر شوري يكتب :مصر في قمة العشرين.. حضور متكرر رغم غياب العضوية
ياسر شوري يكتب :مصر في قمة العشرين.. حضور متكرر رغم غياب العضوية
شهدت قمة مجموعة العشرين التي انعقدت مؤخرًا بالبرازيل مشاركة مصر للمرة الرابعة، على الرغم من أنها ليست عضوًا دائمًا في هذه المجموعة الاقتصادية الدولية الكبرى. تكرار الحضور يعكس الأهمية التي توليها مصر لهذا المحفل العالمي، وكذلك الاعتراف المتزايد من قبل الدول الأعضاء بالدور المحوري الذي تلعبه القاهرة إقليميًا ودوليًا.وشاركت مصر بوفد رفيع المستوي بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعوة من رئيس البرازيل
تضم مجموعة العشرين (G20) أقوى الاقتصادات العالمية التي تمثل 85% من الناتج الإجمالي العالمي و75% من التجارة الدولية. العضوية تُمنح بناءً على حجم الاقتصاد، القوة الاقتصادية، والتأثير العالمي. ورغم أن مصر ليست ضمن هذه الاقتصادات الكبرى، فإنها تُعتبر ضيفًا دائمًا في بعض القمم بدعوات خاصة تعكس مكانتها الاستراتيجية.
أسباب دعوة مصر المتكررة
1. الدور الإقليمي: تُعتبر مصر لاعبًا رئيسيًا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تمثل جسرًا بين القارتين.
2. الموقع الاستراتيجي: تُعد قناة السويس شريانًا اقتصاديًا عالميًا يؤثر على التجارة الدولية.
3. القضايا المشتركة: تلعب مصر دورًا محوريًا في القضايا العالمية مثل مكافحة الإرهاب، الأمن الغذائي، وأزمة المناخ، مما يجعل مشاركتها قيمة مضافة للمناقشات.
في مشاركتها الأخيرة، حرصت مصر على استغلال المنصة لتحقيق أهداف استراتيجية، أبرزها:
تعزيز التعاون الاقتصادي: عرضت الحكومة المصرية رؤيتها لجذب الاستثمارات، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
الدفاع عن القضايا الإفريقية: كدولة رائدة في إفريقيا، ناقشت مصر كيفية ضمان تمويل عادل لمشاريع التنمية ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه القارة.
أزمة المناخ: ركز الوفد المصري على الجهود الدولية لتحقيق التحول إلى الاقتصاد الأخضر، مستندًا إلى نجاحاتها في مؤتمر المناخ COP27.
يُعد حضور مصر في قمة العشرين تأكيدًا على اعتراف المجتمع الدولي بأهميتها الجيوسياسية.
وتمثل القمة فرصة للتواصل مع قادة الاقتصادات الكبرى من أجل تعزيز الاستثمار والتجارة.و ساهمت المشاركة في تعميق التعاون مع دول مثل الصين والهند والولايات المتحدة، بما يخدم أهداف التنمية
تطمح مصر إلى تعزيز حضورها في المحافل الاقتصادية الدولية بشكل مستدام، مع السعي لتوسيع دورها كمدافع عن قضايا الدول النامية، خاصة في إفريقيا. كما تأمل أن تُترجم مشاركاتها في قمم العشرين إلى شراكات عملية تساهم في دفع عجلة التنمية وتحقيق رؤيتها لعام 2030.
ورغم أن مصر ليست عضوًا دائمًا في مجموعة العشرين، فإن تكرار دعوتها للمشاركة يعكس تقديرًا عالميًا لدورها المؤثر. ومع استمرار الحضور، تعزز مصر مكانتها كلاعب أساسي على الساحة الدولية، وتسعى لاستثمار هذه الفرص لتحقيق مصالحها الوطنية والإقليمية.
ومن الأحداث المهمة في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في البرازيل، هي توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي اتفاقية شراكة اقتصادية استراتيجية مع نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. الاتفاقية شملت تأسيس لجنة مشتركة تعمل على تفعيل التعاون في مجالات مثل العلوم، التكنولوجيا، التجارة، والطاقة، مع التركيز على الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين، ومن المتوقع أن يتم تفعيل هذه اللجنة خلال زيارة الرئيس السيسي المرتقبة للبرازيل لاحقًا هذا العام.
وتأتي هذه الشراكة في سياق العلاقات الثنائية المتنامية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.4 مليار دولار في 2023. البرازيل تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لمصر، خاصةً في مجالات الزراعة والمنتجات الغذائية، فيما تسعى مصر إلى الاستفادة من خبرات البرازيل في التنمية الزراعية والصناعية.
الاتفاقية تعزز دور مصر كبوابة للأسواق الإفريقية والعربية، وتفتح المجال أمام شراكات أوسع تخدم الأهداف الاقتصادية والتنموية للطرفين، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
حرص مصر علي المشاركة بفاعلية في تلك المحافل ومن قبل عضويتها في تجمع دول بريكس يؤكد أن الدولة المصرية في طريقها الصحيح والخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية
yassershoora@gmail.com