أونروا: نهب قافلة مساعدات في غزة يعكس عمق الأزمة الإنسانية
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أمس يوم الاثنين، أن قافلة مكونة من 109 شاحنات كانت تحمل مساعدات إنسانية تعرضت للنهب يوم السبت أثناء توجهها من معبر كرم أبو سالم إلى جنوب غزة.
وأوضحت الوكالة أن حوالي 100 شاحنة فُقدت خلال الحادث، فيما أُصيب أفراد القافلة بجروح لم يتم تحديد طبيعتها، كما لحقت أضرار جسيمة بمركبات أخرى.
**تعقيدات الوصول وتحديات الإغاثة
كانت القافلة تضم إمدادات غذائية مقدمة من الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وكان من المقرر دخولها إلى غزة يوم الأحد. إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب مغادرة القافلة قبل الموعد المحدد “في غضون مهلة قصيرة” عبر طريق غير مألوف.
وأكدت الأونروا أن الحادث يبرز الصعوبات الكبيرة التي تواجه عمليات إيصال المساعدات إلى جنوب ووسط غزة، رغم الجهود المستمرة لوكالات الإغاثة لضمان وصولها بأمان وسط الحاجة الماسة.
في وقت سابق من الشهر الجاري، حذرت لجنة أممية من خطر المجاعة الذي يهدد قطاع غزة بأكمله بحلول أبريل، مع تأكيد أن شمال القطاع هو الأكثر عرضة للخطر.
إسرائيل وحماس في دائرة الاتهام
لم يُعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحادثة، بينما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن إسرائيل اتهمت حماس في السابق بسرقة المساعدات لدعم قواتها. من جهتها، أوضحت الأونروا أن عمليات النهب المتكررة لقوافل المساعدات ناتجة جزئيًا عن انهيار القانون والنظام في غزة بسبب الحرب، إضافة إلى اليأس المتصاعد بين السكان، وسياسات السلطات الإسرائيلية التي “تُهمل التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي لضمان وصول المساعدات بأمان وكفاية”.
يدخل الوضع الإنساني في غزة شهره الرابع عشر من العدوان الإسرائيلي، مع استمرار تدهور الظروف المعيشية. ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، شهدت الأشهر الأخيرة انخفاضًا حادًا في كميات الغذاء والإمدادات المسموح بإدخالها إلى القطاع، رغم انتهاء مهلة إدارة بايدن البالغة 30 يومًا لتحسين الوضع.
بينما نفى المسؤولون الإسرائيليون وضع أي عراقيل أمام تسليم المساعدات، ألقوا باللوم على وكالات الإغاثة، معتبرين أن الغارات الفلسطينية على شاحنات المساعدات هي السبب الرئيسي في تعطيل توزيعها بشكل منظم.
يكشف حادث نهب القافلة عن عمق الأزمة الإنسانية في غزة، ويُبرز الحاجة الملحة لتوفير ضمانات دولية لوصول المساعدات بشكل آمن، في ظل الانهيار الحاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية داخل القطاع المحاصر.