حكاية بطل أذل الإسرائيليين في حرب أكتوبر.. محمد عبدالعاطى أشهر صائد للدبابات في العالم.
حكاية بطل أذل الإسرائيليين في حرب أكتوبر.. محمد عبدالعاطى أشهر صائد للدبابات في العالم.
على الرغم من مرور49عاماً على ذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، إلا أن قصص وبطولات أبطال الجيش المصري خلال الحرب لا تنتهي، وأحد أبطال تلك الحرب هو الرقيب أول “محمد عبد العاطي عطية شرف”، صائد الدبابات الإسرائيلية
نشأته
ولد البطل محمد عبدالعاطى، بإحدى القرى بمحافظة الشرقية فى نوفمبرعام 1950، وكان يتميز بجرأة واضحة ونظرة ثابتة ملأها الأمل والتصميم منذ الصغر، فتفوق فى دراسته، ثم تقدم إلى منطقة التجنيد التابع لها، وذلك لأداء الواجب العسكري
سلاح المدفعية
تمنى البطل أن يقبل فى القوات المسلحة، حتى يكون له شرف الاشتراك فى خوض معركة مع العدو الإسرائيلي الغادر، والثأر لشهدائنا الأبطال، وبعد اجتياز الاختبارات، تم توزيعه على سلاح المدفعية، وما أن وصل إلى مركز تدريب المدفعية، حتى بدأ التدريب الأساسى الذى كان مفتاح تحوله من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية
وتميز “عبدالعاطى” فى هذه الفترة، بأخلاقه وثقافته، وتمسكه بالتقاليد العسكرية والانضباط العسكرى، وتم ترشيحه ضمن فئة من خيرة الجنود لتدريبهم على الصواريخ المضادة للدبابات، وكان دائما يحرص على تنفيذ خطوات التدريب، وقد عيين ضمن مجموعة الموجهين، عندما أصاب الهدف من أول صاروخ فى اختبارات الرماية بالذخيرة الحية.
وتكرر ذلك فى العيد من الاختبارات، وانضم بعد ذلك إلى إحدى الوحدا،ت وتوالى التدريب وتنوع طبقا لوظائف أفراد الطاقم، وكان يثبت فى كل مرة أنه أهل للعمل على هذا الصاروخ
فكان دائما يحظى بمكافآت تشجيعية والمنح والهدايا تقديرا له على كفاءته ومهارته فى التدريب، وكلل نجاحه بنجاح ساحق لم يحققه غيره عندما أعلن عن مسابقة بين وحدات التشكيل بالذخيرة الحية، حيث أصاب الهدف من أول صاروخ أمام كبار القادة وجميع الضباط والصف والجنود، ويومها تصدق على ترقيته إلى درجة رقيب وواصل التدريب للحفاظ على هذا المستوى، وكان سببا فى ارتفاع الروح المعنوية ومستوى الكفاءة القتالية لدى جميع أفراد الوحدة
أحسن رامى فى الجيش الثانى
نال أيضا “عبدالعاطي” على أحسن رامى فى مسابقة للجيش الثانى، أجرى الرماية من على تبة رملية على ارتفاع 30 مترا، وفى أحد البيانات العملية لاستخدام الصاروخ المضاد للدبابات فى ضرب الأهداف الثابتة والمتحركة، وقد حظى على تقدير رئيس الأركان وقتئذ
وكيل رقيب أول
صدق على ترقيته إلى درجة وكيل رقيب أول وبهذه الترقية أصبح أقدم ضابط صف فى السرية فكان مثالا طيبا لجميع أفراد سريته حتى جاء يوم العبور العظيم الذى كان ينتظره الجميع لتحرير سيناء الحبيبة وليرفرف عليها علم مصر بعد غياب طويل
ولقد كان لاستشهاد بعض أبناء قريته الحبيبة ثم أصدقائه وأقربائه عام 1967 الأثر البالغ فى إشعال النار في داخله من أجل الأخذ بالثأر للأرواح الزكية الطاهرة التى قتلت غدرا فقد كان لدخوله الجندية فرصة أفضل
حيث أتيحت له الفرصة للتعرف على خصائص وعادات ذلك العدو البغيض فلقد كان للمقاتل عبدالعاطى القدوة الحسنة في قائده فلقد كان إيمان الجميع بأن لابد من الانتقام لأرواح شهدائنا وكرامتنا فكان يتجلى ذلك فى روح الفريق ومعنويات أفراده العالية كما كان للقيادة الحكيمة بالغ الأثر فيما تميز به عبدالعاطى عندما حانت ساعة اللقاء فكان صائد الدبابات وبعث الرعب فيهم
معركة العبور
فى صباح السادس من أكتوبر عام 1973 صدر أمر القتال لفصيلة “عبدالعاطى” محددا بها مهمتها حيث جاء يوم العبور وكان الجميع على أهبة الاستعداد وقد أعد كل فرد مهمته وكان الجميع يراقب الساعات فى انتظار ساعة العبور
وفي الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان كان كل ما حوله تحول إلى خلية نحل ، حيث كانت السماء مليئة بطائراتنا المقاتلة، وهدرت المدافع تدك حصون العدو وتزيل أبراج مراقبة، وغطت قناة السويس بالقوارب، وعليها رجال الصاعقة والمهندسين العسكريين، وقد عمت أصوات الانفجار الضفة الشرقية للقناة، وسط صيحات أبطال الجيش المصري ومنهم “عبدالعاطى” مكبرين بالصوت كالرعد “الله أكبر الله أكبر”
وجاءت ساعة عبورعبدالعاطى ورجاله فعبر القناة وسط التهليل والتكبير ولهيب النيران وما إن وصلوا إلى الضفة الشرقية حتى أندفع عبدالعاطى مع فصيلته خلف القائد إلى المكان المحدد له وكان يبعد عن القناة بمسافة ثلاثة كيلومترات وسرعان ما تم تأكيد مهمة كل فرد منهم وفى نفس اليوم شاهدت فصيلة عبدالعاطى الفصيلة الثانية تحتل موقع على مسافة كيلومتر ونصف فقامت فصيلة عبدالعاطى بتدمير ثلاث دبابات للعدو تباعا.
تدمير آليات للعدو الإسرائيلي
وفى صباح اليوم السابع من أكتوبر شاهد عبدالعاطى ورجاله أربع طائرات مقاتلة للعدو وهى تتساقط وكان لذلك أبلغ الأثر عليهم وصدرت الأوامر بعمل كمين فى منطقة على مسافة عشرة كيلومترات من الحد الأمامي لقواتنا لتدمير قوات العدو المدرعة القائمة بالهجوم المضاد.
وعند اقتراب الفصيلة إلى منطقة الكمين تم احتلالها لتبة عالية من طريق العريش وقام الجميع بتجهيز مواقعهم وعمل إجراءات الإخفاء وما كادت الفصيلة تنتهى من عملها إلا ورأى عبدالعاطى نحو ثلاثة عشر دبابة تقترب من الموقع.
تدمير 8 دبابات إسرائيلية
أطلق عبدالعاطى أول صاروخ فى اتجاه الدبابة فدمر عبد العاطى ثمانية دبابات وزملائه دمروا باقى الخمس دبابات الأخرى ودامت المعركة نحو نصف ساعة وفى خلال ذلك كاد أن الطيران الإسرائيلي يقذف بحمم من حولهم والجميع يهتفون الله أكبر.
وهنا أطلق على “عبد العاطى” صائد الدبابات وبانتهاء المعركة تم انتقال الفصيلة إلى موقع آخر وفى صباح التاسع من أكتوبر فوجئ عبدالعاطى بعربة مجنزرة للعدو فعلى الفور أهدى إليها صاروخا مباشرا فتم تدميرها وقتل وأصيب جميع من فيها.
وصدرت الأوامر إلى فصيلة عبدالعاطى بالانتقال إلى موقع تبادلى فتم نقل ثلاثة أطقم مجهزة من ذخيرة عبدالعاطى الذى لايزال فى الموقع بغرض التأمين لحين تمام استعداد باقى الفصيلة للقتال بسبعة دبابات معادية تقترب من الوحدة المجاورة لوحدته وبدأت تقصفه بالنيران وعلى الفور استعد عبد العاطى ولم يكن معه سوى ستة صواريخ أطلقها الواحد تلو الآخر فأصاب ست دبابات والاخيرة لاذت بالفرار.
صائد الدبابات
فلقد كان لما حققه جعل الجميع يلقبونه بـ صائد الدبابات وفى الثانى عشر من أكتوبر فوجئ بقذائف الدبابات المعادية تنهال من حوله وبمراقبة هذه النيران اكتشف دبابة تختفى خلف دبابة أخرى فأخذ يراقبها حتى انتهت من الضرب وأطلق عليها صاروخا وكان الجميع يخشون عدم إصابتها ولكن الله يقول “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى” فقد انفجرت الدبابة وتم تدميرها.
وفى مساء الرابع عشر من أكتوبر حاولت قوات العدو واقتراف مواقع قواتنا بقوة ثلاث دبابات وعربتين مجنزرتين وتم تدمير ثلاث دبابات وعربة مجنزرة وفرت العربة الأخرى وتتوالى المعارك يوما بعد يوم ورجاله متمسكون بموقعهم يذودون عنه ملقنين العدو بقوة درسا لن ينسى.
وظل الموقف على ذلك الحال حتى جاء وقف إطلاق النيران وهكذا استحق عبدالعاطى عن جدارة لقب صائد الدبابات واستحق ما كرمته به مصر التى ترعى دائما ابناءها المخلصين وأهدته وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية.