حوارات و تقارير

زنوبيا ملكة تدمر: الأسيرة التي قيدتها سلاسل الذهب

تعد تدمر إحدى الممالك العربية القديمة التي نشأت في بادية الشام، حيث ازدهرت بفضل موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية بين العراق وبلاد الشام. وبمرور الوقت أصبحت تدمر مركزًا تجاريًا هامًا في ظل الحكم الروماني، مما جعلها نقطة تلاقي بين الإمبراطورية الرومانية وبلاد الهند.

لكن أوج مجد تدمر تحقق في عهد ملكتها الشهيرة زنوبيا، التي أطلق عليها الرومان اسم زنّوبيا. آثار تدمر اليوم، وخاصة قلعتها، تظل شاهدة على تلك العظمة التي حققتها تحت حكم هذه الملكة العربية الفذة.

بعد مقتل زوجها على يد الرومان، تسلمت زنوبيا مقاليد الحكم في تدمر، وأصبحت تعرف بالذكاء والطموح والعزيمة القوية. وضعت نصب عينيها هدف تحرير بلاد العرب من السيطرة الرومانية، وتوسيع حدود مملكتها. فأسست جيشًا قويًا تمكن من هزيمة الجيش الروماني وضم مصر وآسيا الصغرى إلى تدمر.

تزايد نفوذ زنوبيا أثار مخاوف الإمبراطورية الرومانية، مما دفع الإمبراطور أورليان إلى تجهيز جيش هائل للقضاء على مملكتها. على الرغم من دفاعها البطولي عن تدمر، هُزمت زنوبيا في النهاية ووقعت في الأسر. أخذها الإمبراطور الروماني إلى روما وهي مقيدة بسلاسل من ذهب، في اعتراف ضمني بعظمتها وقوتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى