لقاء تاريخي بين بايدن وترامب يمهد لانتقال سلس للسلطة رغم التوترات السابقة
شهدت السنوات الماضية توتراً حاداً بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب حديثاً دونالد ترامب، حيث تبادل الطرفان الاتهامات اللاذعة. فقد وصف بايدن ترامب بأنه خطر على الديمقراطية الأمريكية، بينما اتهمه ترامب بعدم الكفاءة، مصراً على أن خسارته انتخابات 2020 كانت نتيجة تزوير واسع النطاق. وعلى الرغم من هذه التوترات، عُقد لقاء مهم بين الرجلين في البيت الأبيض، حيث يستعد ترامب لتسلم مهامه رسمياً في يناير المقبل، وهي عودة تشكل حدثاً استثنائياً في التاريخ السياسي الأمريكي.
أشار الرئيس المنتخب ترامب إلى أن اللقاء كان إيجابياً، إذ قضيا وقتاً طيباً في الحديث ومناقشة بعض القضايا الشائكة، مؤكدين أن التواصل سيستمر بينهما لضمان انتقال سلس للسلطة. وتحدث ترامب عن قضايا الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، حيث أبدى اهتمامه بآراء بايدن، واصفاً إياه بالرئيس “اللائق” في تعاطيه مع هذه القضايا. كما أشار ترامب إلى أن المحادثة مع بايدن كانت مفعمة بالاحترام والود، وعبّر عن حماسته للعودة إلى المكتب البيضاوي الذي وصفه بأنه مكان “جميل”.
وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن اللقاء استمر ساعتين وشهد مناقشة لمجموعة من القضايا الاستراتيجية، مشددةً على أن بايدن كان مستعداً للرد على أسئلة ترامب وتقديم آرائه بشأن الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. وأكدت بيير أن نائب الرئيس كامالا هاريس لم تشارك في الاجتماع، الذي تم وصفه بأنه “ودي” و”موضوعي”.
تناولت الصحافة الأمريكية هذا الحدث بتغطية واسعة، حيث أفادت صحيفة “نيويورك بوست” بأن ترامب أعرب عن إعجابه بآراء بايدن حول الشرق الأوسط، مشيراً إلى أهمية معرفة رؤيته في هذه المرحلة الحرجة. أما “أكسيوس” فقد نقل عن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن بايدن شدد على ضرورة دعم أوكرانيا كجزء من استقرار الأمن القومي الأمريكي. وأضاف سوليفان أن الإدارة الحالية تتعاون مع فريق ترامب لضمان الانتقال السلس، مشيراً إلى أن بايدن قدم النصائح لترامب حول البنود التي يجب إنجازها في الكونغرس خلال الفترة الانتقالية.
وفي تقرير خاص من قناة “القاهرة الإخبارية”، تم التركيز على أن الدستور الأمريكي يضمن انتقالاً سلساً للسلطة منذ 200 عام، وأن هذه الممارسة الديمقراطية تتجلى بوضوح مع تأكيد بايدن على تعاون إدارته لضمان تسهيل المهمة لترامب في البيت الأبيض. وأوضح التقرير أن بايدن وحزبه الديمقراطي أبدوا التزامهم بتقاليد الانتقال السلمي، حيث أكد بايدن في تصريحاته الأخيرة أنه رغم الخلافات السياسية، فإن الانتقال إلى إدارة ترامب سيكون خالياً من العوائق.
ومع اقتراب يوم التنصيب، تستمر المؤسسات الأمريكية في تعزيز مفهوم الديمقراطية من خلال التحضير لهذا الانتقال التاريخي، وسط ترقب الشعب الأمريكي لكيفية إدارة ترامب للمرحلة المقبلة