محمد هارون: أسد سيناء الذي روى بدمائه أرض الوطن
كتبت شيماء طه
في ذكرى استشهاد أحد أبطال القوات المسلحة المصرية، المقدم المقاتل محمد هارون، لا يسعنا إلا أن نستذكر بطولاته وتضحياته العظيمة في سبيل الدفاع عن أرض سيناء الحبيبة.
استشهد الشهيد في 12 نوفمبر 2015 إثر تفجير عبوة ناسفة بمنطقة الجورة في شمال سيناء، أثناء أداء واجبه الوطني ضد الجماعات الإرهابية.
معركة الشيخ زويد الكبرى: يوم من البطولة
سطّر المقدم محمد هارون اسمه بأحرف من نور في معركة الشيخ زويد الكبرى في 1 يوليو 2015 ، شنت الجماعات الإرهابية هجوماً شاملاً على عدة مقار أمنية في توقيت واحد، وزرعت الطرق بالألغام والعبوات الناسفة لمنع وصول الدعم.
ورغم ضراوة الهجوم، لم يتردد الشهيد لحظة عندما سمع استغاثة من أحد الأكمنة المحاصرة. انطلق بدعم سريع للكمين، رغم العبوات الناسفة التي أصابت سيارته.
وصل إلى الكمين المحاصر وتمكن من إرباك صفوف الإرهابيين ودفعهم إلى الهروب. لم يكتف بذلك، بل قام بإجلاء زملائه المصابين، ليؤكد مرة أخرى شجاعته وإيثاره.
«كمين هارون»: أيقونة الشجاعة
نظراً لتميزه وقدرته على التصدي للإرهاب، أُطلق على كمينه اسم “كمين هارون”.
كان الشهيد معروفاً بأسلوبه الجسور في مواجهة العدو، حيث كان يباغت الإرهابيين بالهجوم بدلاً من الاكتفاء بالدفاع.
بفضل هذه التكتيكات، تكبّد الإرهابيون خسائر كبيرة على يديه، وفقدوا العديد من أسلحتهم.
وفقاً لشهادات جنوده، كان دائماً في مقدمة الصفوف أثناء الهجوم، وفي آخر الصفوف عند الانتهاء. لم يجبر أحداً من جنوده على الخروج معه، بل كان يقول: “من يريد الموت معي؟”، ليؤكد أن مهمته ليست مجرد عمل، بل شهادة عظيمة في سبيل الله والوطن.
آخر كلمات الشهيد
كان الشهيد هارون يتمتع بروح وطنية عالية. في آخر اتصال له بالرئيس عبدالفتاح السيسي، قال كلمات خالدة: “سيناء تم بيعها من بعض معدومي الضمير، يا فندم، ولكن ضباط الجيش اشتروها بدمائهم وأرواحهم لمواجهة الإرهاب ودحره.”
إرث خالد
تظل تضحيات المقدم محمد هارون مصدر فخر لكل مصري.
لقد كان رمزاً للشجاعة والتضحية، وأثبت أن مصر دائمًا تزخر بأبطال يدافعون عن أرضها حتى آخر رمق لتبقى آمنة ومستقرة.