الفروسية: إرث القبائل البدوية في مطروح وحكايات المجد
كتبت شيماء طه
تعد الفروسية جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للقبائل البدوية في محافظة مطروح، فهي ليست مجرد مهارة أو رياضة، بل رمز للشجاعة والنبل وحكاية أجيال تعاقبت على حمل لواء الأصالة.
تتوارث القبائل حب الخيل وتعليم فنون الفروسية كطقس أساسي في حياة الأجيال، حيث تحتل الخيول مكانة رفيعة في ثقافتهم، وتعد مرآة لقيمهم وتقاليدهم.
الخيل رفيق البداوة
الخيل في حياة بدو مطروح ليست مجرد وسيلة تنقل، بل رفيق في الأسفار والاحتفالات والحروب. منذ الصغر، يتعلم أطفال القبائل فنون ركوب الخيل وإتقان أساليب التعامل معها، إذ تعتبر الفروسية مقياسًا للرجولة والشجاعة.
الخيول العربية الأصيلة تحظى بعناية فائقة، حيث يتم اختيار أفضل السلالات وتدريبها بعناية لتكون جاهزة للمسابقات أو الاستعراضات التقليدية.
الفروسية كجزء من الإحتفالات
تظهر الفروسية بقوة في المناسبات والاحتفالات القبلية، حيث تقام سباقات الخيل وعروض الاستعراض المهاري التي تجمع بين السرعة والمهارة والانسجام بين الفارس والجواد. هذه الفعاليات تعد فرصة لإظهار الفخر والاعتزاز بالتراث، حيث يتبارى الفرسان أمام الجمهور في استعراضات تبرز مدى براعتهم وقوة خيولهم.
التمسك بالتراث والأصالة
على الرغم من التغيرات التي شهدتها المنطقة، تظل الفروسية حاضرة بقوة في حياة القبائل. يتم تنظيم مهرجانات سنوية للفروسية في مطروح، تهدف إلى إحياء التراث وتعريف الأجيال الجديدة بقيم الأصالة والفروسية. هذه المهرجانات تجمع بين الماضي والحاضر، حيث يشارك الشباب جنبًا إلى جنب مع الفرسان المخضرمين لنقل الخبرات وإبقاء التراث حيًا.
رسالة تحملها الفروسية
الفروسية في مطروح ليست مجرد رياضة، بل رسالة تعكس روح القبائل البدوية، رسالة تحمل قيم الشجاعة، الكرامة، والإرتباط العميق بالطبيعة.
تظل الفروسية شاهدًا حيًا على حضارة مطروح البدوية وتراثها العريق، ورمزًا يفخر به أهل المنطقة، حاملين مشعل الأصالة للأجيال القادمة.