قمة الرياض العربية الإسلامية: تحالف عربي موحد لوقف التصعيد وحماية فلسطين ولبنان
تنطلق غداً في العاصمة السعودية الرياض فعاليات القمة العربية الإسلامية، حيث يجتمع عدد من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية لبحث سبل وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإصدار بيان مشترك يدعم موقفاً عربياً إسلامياً موحداً في مواجهة تصاعد الأحداث في المنطقة وتأثيراتها المدمرة.
وأوضح عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي، أن الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية يركز على إيقاف الحرب في غزة ولبنان، والانتقال إلى مسار سياسي يحقق حل الدولتين، حيث يعتبر هذا الحل الأكثر إلحاحاً في ظل التوترات الحالية. وأشار مطاوع إلى أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية وما يحمله من دعم لإنهاء الصراع قد يمارس ضغوطاً على الأطراف المعنية للوصول إلى تسوية مؤقتة، متوقعاً أن تلعب السعودية دوراً رئيسياً في هذا التحالف الدولي من أجل تحقيق التهدئة.
وأضاف مطاوع أن الدول العربية، خاصة السعودية، ترتبط بمصالح استراتيجية عميقة مع الولايات المتحدة، حيث يُنتظر أن يعزز ترامب، المعروف باهتمامه بالعلاقات العربية، هذا التوجه، مما يتطلب من إسرائيل تقديم تنازلات تقود إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة. كما تسعى الدول العربية لتعزيز التنسيق الإقليمي في وجه المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والسياسي للمنطقة.
وفي هذا السياق، يصل الرئيس الفلسطيني إلى الرياض اليوم للمشاركة في القمة، حيث أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة هي رسالة إنسانية إلى العالم بضرورة وقف الحرب الدائرة في غزة ولبنان، معتبراً أن السلام الدائم لا يحتمل التأجيل.
وتأتي هذه القمة، التي تلتئم وسط أجواء متوترة، لمتابعة توصيات قمة الرياض السابقة التي انعقدت في 11 نوفمبر 2023 بحضور قادة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، وتستكمل الجهود لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن، كما تتابع القمة تطورات العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان.
وبالتزامن مع انعقاد القمة، يعقد اليوم وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اجتماعاً تحضيرياً، حيث يراجعون مسودة قرارات القمة غير العادية تمهيداً لتقديمها للقادة، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء لمواجهة التداعيات الحادة للأوضاع في المنطقة.
وتعقد القمة في ظل توسع رقعة الصراع وارتفاع أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق، حيث سجلت وزارة الصحة في غزة وفاة أكثر من 43 ألف شخص وإصابة ما يزيد عن 100 ألف، فيما وصل عدد الضحايا في لبنان إلى أكثر من 3 آلاف قتيل ونحو 13 ألف جريح، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، أن انعقاد هذه القمة يعكس اهتماماً استراتيجياً من السعودية وجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بدعم الشعب الفلسطيني ومساندته في هذه الظروف الصعبة.
وخلال الاجتماع الوزاري التحضيري، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مقابلات مع عدد من المسؤولين العرب والأفارقة، حيث التقى بوزراء خارجية السعودية، الأردن، العراق، غينيا، جزر القمر، واليمن، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، في إطار التنسيق العربي لمواجهة العدوان الإسرائيلي وضمان حماية حقوق الفلسطينيين.
تجدر الإشارة إلى أن مصر سبق وقدمت خلال القمة السابقة عدة توصيات أبرزها الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في غزة دون شروط، ووقف كافة الممارسات التي تهدف إلى التهجير القسري للفلسطينيين، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، كما أكدت على ضرورة إلزام إسرائيل بواجباتها كقوة احتلال، والسعي إلى تسوية الصراع عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع إجراء تحقيق دولي في الانتهاكات التي طالت القانون الدولي.