قبيلة القناشيات: عراقة الأصالة وروح البداوة
كتبت شيماء طه
تعد قبيلة القناشيات من أبرز القبائل التي تسكن محافظة مطروح، وهي إحدى القبائل العربية الأصيلة التي تعكس التراث البدوي والقيم العريقة التي توارثتها الأجيال. تتسم القبيلة بتاريخ طويل يمتد لقرون، حيث استقرت في المنطقة الغربية من مصر، وتحديدًا في مناطق مثل سيدي براني والسلوم.
الأصول والتاريخ
تنحدر قبيلة القناشيات من أصول عربية تعود إلى شبه الجزيرة العربية، وتُعتبر من القبائل التي هاجرت ضمن موجات الهجرة الكبرى لقبائل بني سليم وبني هلال إلى شمال إفريقيا.
استقرت القناشيات في مصر وليبيا، ولها امتداد قبلي وروابط قوية مع القبائل الليبية، مما يعزز التواصل الاجتماعي والاقتصادي بين البلدين.
التوزيع الجغرافي
تنتشر القناشيات بشكل أساسي في المناطق الغربية من مطروح، وخاصة في سيدي براني والسلوم، حيث تتركز تجمعاتهم. تتميز تلك المناطق بطابعها الصحراوي الذي يتطلب مهارات وقدرات خاصة للتكيف مع ظروف الحياة القاسية، وهو ما أتقنته القبيلة عبر تاريخها.
النشاطات الاقتصادية
تعتمد قبيلة القناشيات على عدة أنشطة اقتصادية تقليدية تمثل جزءًا من ثقافتها وهويتها، ومنها:
1. تربية الماشية والإبل:
تشتهر القبيلة بتربية الإبل والماشية، وهو مصدر أساسي للرزق. الإبل تمثل قيمة كبيرة في الثقافة البدوية، سواء من حيث التجارة أو كوسيلة للنقل.
2. الزراعة:
بالرغم من الظروف الصحراوية، تمكن أفراد القبيلة من استغلال الموارد الطبيعية لزراعة محاصيل مثل الشعير والقمح، مستفيدين من الأمطار الموسمية.
3. التجارة:
يعمل العديد من أفراد القبيلة في التجارة، حيث ينشطون في تبادل السلع بين مصر وليبيا، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أبرز الصفات الثقافية والاجتماعية
تتمتع قبيلة القناشيات بثقافة غنية تتسم بالكرم، الشجاعة، والتمسك بالعادات والتقاليد البدوية. ومن أبرز هذه السمات:
الكرم وحسن الضيافة:
يعد استقبال الضيوف وتقديم الطعام والشراب لهم من القيم الأساسية التي يحرص أفراد القبيلة على الالتزام بها.
الشجاعة والولاء:
يشتهر أفراد القبيلة بشجاعتهم في الدفاع عن أراضيهم وقضاياهم، إلى جانب ولائهم للقبيلة وللأرض التي يعيشون عليها.
المجالس العرفية:
تعتبر المجالس العرفية من الوسائل التقليدية لحل النزاعات داخل القبيلة ومع القبائل الأخرى، حيث يلعب شيوخ القبيلة دورًا محوريًا في تحقيق العدالة الاجتماعية.
العلاقات مع القبائل الأخرى
تتمتع قبيلة القناشيات بعلاقات طيبة مع القبائل المجاورة مثل أولاد علي والقطعان والمنايفة. تتسم هذه العلاقات بالتعاون والتآخي، حيث تشترك القبائل في المناسبات الاجتماعية، وتدعم بعضها البعض في الأزمات.
التحديات والواقع المعاصر
رغم تمسكها بالعادات والتقاليد، تواجه قبيلة القناشيات تحديات تتعلق بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصًا مع تطور نمط الحياة وانتشار التعليم والتكنولوجيا.
ومع ذلك، تسعى القبيلة إلى التوفيق بين الحفاظ على تراثها العريق ومواكبة العصر.
قبيلة القناشيات تمثل نموذجًا حيًا للعراقة البدوية في مطروح كما تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية البدوية والتواصل مع القبائل الأخرى في مصر وليبيا، مما يعزز من استقرار المنطقة وتماسكها الاجتماعي.