شالي قلعة التاريخ والصمود في قلب واحة سيوة
كتبت شيماء طه
شالي، القلعة القديمة في قلب واحة سيوة، تعد رمزاً مميزاً للتراث المعماري والحياة التاريخية في الصحراء الغربية لمصر .
تأسست هذه القلعة الطينية في القرن الثالث عشر الميلادي بغرض توفير الحماية لسكان الواحة من هجمات القبائل المجاورة، وإحتفظت بصمودها رغم ظروف المناخ الصحراوي وتحديات الزمن.
تتميز شالي ببنائها المعماري الفريد من نوعه، إذ اعتمد سكان الواحة على مواد محلية، أبرزها مادة “الكارشيف” التي تتكون من خليط من الطين والملح، والتي أثبتت فعاليتها في تحمل درجات الحرارة العالية والعواصف الصحراوية.
ترتفع جدران القلعة شامخة لتصل إلى عدة طوابق، حيث كانت تحتوي على مساكن للسكان، ومساجد، ومخازن للطعام، مما يجعلها أشبه بمدينة متكاملة.
تعتبر شالي اليوم موقعاً تاريخياً وجاذباً للسياح، حيث يتوافد الزوار لاستكشاف آثارها وجمالها الغامض، والتجول في أزقتها الضيقة التي تروي حكايات مئات السنين.
من أعلى القلعة، يمكن للزوار التمتع بمشهد بانورامي رائع لواحة سيوة والنخيل الذي يحيط بها، إلى جانب البحيرات المالحة الشهيرة في المنطقة.
ورغم تعرض شالي لعوامل التعرية والأمطار الغزيرة التي أدت إلى تآكل بعض أجزائها، فقد بدأت مؤخراً جهود للحفاظ على ما تبقى من هذا المعلم التاريخي وترميمه.
تعتبر هذه الجهود خطوة هامة لضمان استمرار شالي كرمز للتراث الثقافي والمعماري، وشاهد على حضارة قديمة في قلب الصحراء.
تظل شالي في سيوة رمزاً للتاريخ والحضارة، وجاذباً سياحياً يقدم تجربة فريدة للباحثين عن الأصالة والتراث المصري العريق.