أزمة غزة: الدمار يتصاعد وتحديات الصمود الفلسطيني تتفاقم وسط غياب الحلول الدولية
ما زالت العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط أزمات إنسانية مروعة ودمار هائل يعصف بالقطاع المكتظ بسكانه الذين يتجاوز عددهم 2.4 مليون نسمة. أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت مقتل جنديين إضافيين في جنوب قطاع غزة، ليصل إجمالي عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 780 منذ بداية الحرب.
في الوقت نفسه، شهد شمال غزة معارك عنيفة أكدت فيها إسرائيل مقتل أربعة جنود وإصابة ضابط بجروح خطيرة.
في سبيل إيجاد حل لوقف إطلاق النار، تجري مصر وقطر مشاورات مستمرة مع الولايات المتحدة، بهدف تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق يُنهي القتال. وتأتي هذه الجهود بعد اجتماع عقد في القاهرة أكتوبر الماضي بين قادة من حماس وحركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث ناقشوا تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة شؤون غزة، إلا أن المفاوضات تأجلت لموعد لاحق.
ووفقًا لمصادر مصرية، تتكون اللجنة المقترحة من شخصيات فلسطينية مستقلة لضمان عدم انحيازها لأي فصيل، بهدف تحديد الجهة التي ستدير القطاع بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
ورغم المساعي الدولية، ترفض إسرائيل أن يكون لحركة حماس أي دور في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، مؤكدةً عدم ثقتها أيضًا في السلطة الفلسطينية بقيادة عباس.
من ناحية أخرى، تتطلع حماس إلى إنهاء الأعمال القتالية، بينما يشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن الحرب لن تتوقف إلا بعد تفكيك الحركة. ورد عزت الرشق، القيادي في حماس، على بعض المقترحات لوضع هدنة مؤقتة، واصفًا إياها بأنها مجرد “ذر للرماد في العيون”، مؤكدًا أن الحركة تتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تضمن وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
ولا تزال الغارات الإسرائيلية تفتك بالسكان، حيث استشهد خمسة فلسطينيين في غارة استهدفت مخيم البريج للاجئين يوم السبت، بينما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بسقوط 60 شهيدًا على الأقل منذ الجمعة.
الحرب الأشد دمارًا في التاريخ: تصريحات نارية وواقع مأساوي
في تعليق على الوضع الكارثي، وصف ديمتري دلياني، المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ما يحدث في غزة بأنه “أكبر حرب إبادة في التاريخ”. وأشار إلى أن التقارير المصورة من داخل القطاع تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية هناك. وفي حديثه عبر برنامج تلفزيوني، أكد دلياني أن إسرائيل تستغل الفرصة لتعزيز صهينة القدس وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، إضافة إلى تنفيذ سياسة “الضم الصامت” من خلال نقل صلاحيات من الجيش إلى جهات مدنية، ما يسمح بزيادة الخدمات للمستوطنين وتطبيق قوانين تمييزية ضد الفلسطينيين.
وتأتي هذه السياسات مع استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة، وهي خطوة أثارت غضبًا دوليًا تجسد في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في المحاكم الدولية ضد ما تصفه بإبادة سكان غزة.
لجنة الإسناد المجتمعي: خطوة نحو الوحدة الفلسطينية
وفي تطور بارز، كشفت مصادر مصرية عن اجتماعات جرت في القاهرة بين حركتي فتح وحماس، بهدف تعزيز الوحدة الفلسطينية وعدم السماح بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة. وتهدف الجهود المصرية، بحسب هذه المصادر، إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتوحيد صفوفه، وسط تقارير تشير إلى مرونة من الطرفين تجاه إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي التي ستتولى إدارة شؤون غزة.
وتشير المصادر إلى أن لجنة الإسناد المجتمعي ستكون تحت إشراف السلطة الفلسطينية وتضم شخصيات مستقلة، وسيتم إنشاؤها بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس لتحمل مسؤولية إدارة القطاع.